سدل الستار، مساء أمس الأحد بالدار البيضاء، على النسخة الثانية من المهرجان الوطني الحي المحمدي كوميدي فيستفال، التي انطلقت فعالياتها في 28 أبريل الماضي تحت شعار “الكوميديا تحتفل بمجالاتها ومنجزها الفني”.
وبالمناسبة، أكد طارق خلدي مدير المهرجان ورئيس جمعية أهل الخلود، في تصريح للقناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دورة هذه السنة حققت نجاحا باهرا بكل المقاييس سواء من حيث الإقبال الجماهيري أو المستوى الفني الذي أبانت عليه المواهب الصاعدة وكذا الكوميديون المحترفون، فضلا عن المشاركة المكثفة في مختلف الورشات التكوينية وخاصة في صفوف الشباب.
وأضاف أن ما ساهم في تحقيق هذا الزخم من الحضور والمشاركة هو التواصل الدائم للجهة المنظمة مع المرشحين لاجتياز كاستينغ المسابقة الرسمية والذي فاق عددهم 200 مرشح من داخل العاصمة الاقتصادية وخارجها، مبرزا أن الورشات شكلت بالنسبة لهم فرصة سانحة لتطوير ملكاتهم الابداعية في فن الكوميديا.
واستهل حفل الاختتام بلوحات موسيقية منتقاة جمعت بين الأغاني المغربية الأصيلة والألوان الغيوانية التي تعود ينابيعها الأولى للحي المحمدي، كما تخللتها وقفة اعتراف وتقدير على شرف كل من الفنانين المقتدرين السعدية ازكون ومحمد ظهرا، استحضارا لإسهاماتهما الغزيرة في الحقل الفني وخاصة المسرح الفكاهي.
وفي هذا الصدد، أعرب محمد ظهرا في تصريح مماثل، عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم الذي حظي به بمعية السعدية ازكون إحدى أهرامات المسرح المغربي، مشيدا بتنظيم هدا المهرجان في الحي المحمدي الدي يعتبر أحد أبرز أحياء العاصمة الاقتصادية والذي أنجب على مر السنوات أسماء لامعة في مجالات متعددة. من جانب آخر، اعتبر النتائج المشرفة المحصل عليها من خلال هذه التظاهرة، مدخلا للتفكير في إرساء سلسلة من المشاريع الفنية والثقافية الكبرى التي تليق بمستوى هذا الحي التاريخي العريق من قبيل مهرجان سينما الحي المحمدي.
واختتمت هذه الأمسية بالإعلان عن الفائز في المسابقة الرسمية للمهرجان مروان نمالسي اعترافا من لجنة التحكيم، المكونة من الممثلة السعدية أزكون والفنان حسن فولان والسيناريست والمخرج رشيد زكي، بكفاءته وتمكنه من دواليب فن الفكاهة من بين 10 متبارين في هذه المسابقة التي امتدت على مدى ثلاثة أيام من عمر المهرجان.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس لجنة التحكيم حسن فلان أنه تم أخذ بعين الاعتبار خلال عملية الانتقاء مجموعة من النقاط الأساسية منها كيفية التحرك فوق الخشبة وأسلوب الإلقاء والقدرة على الارتجال ومدى القدرة على خلق التجاوب مع الجمهور.
ويروم المهرجان الذي تنظمه جمعية أهل الخلود بتنسيق مع مقاطعة الحي المحمدي، خلق فضاء للتواصل بين مختلف الأجيال المتعاقبة بهدف إثراء وتثمين فن الفكاهة في المغرب، وكذا المساهمة في تكوين جيل جديد من الفكاهيين المغاربة لحمل المشعل.
وعلى هامش المسابقة الرسمية تضمنت فقرات برنامج المهرجان ندوة حول موضوع “الفكاهة والفكاهيين في الحي المحمدي”، وورشة “الإبداع الكوميدي” من تأطير إدريس الروخ، وورشة “أشكال الكوميديا” من تأطير إدريس كسرى، وورشة “فن الارتجال” من تأطير محمد الحوضي الى جانب حفل توقيع كتاب بعنوان “السخرية في زمن كورونا”.
و م ع