دشنت شركة “هيكسل” “Hexcel Corporation”، المصنعة للمواد المركبة المتطورة لقطاع الطيران، اليوم الأربعاء، توسعة مصنعها الهندسي الأساسي بالمنطقة الصناعية “ميدبارك” بالدار البيضاء.
وتندرج هذه المنشأة الجديدة في إطار الاستثمار العالمي المتواصل لـ”هيكسل”، الهادف إلى إنشاء سلسلة توريد عالمية متنوعة وقوية لتلبية الطلب العالمي لزبناء الطيران والفضاء من حيث هندسة النوى ومواد الطيران.
وفي هذا المصنع الجديد، تقوم هيكسيل بتحويل مواد “أقراص العسل” خفيفة الوزن إلى قطع آلية لتقوية الهياكل، مع تطبيقات في مجال الطيران على وجه الخصوص، وبشكل أخص هياكل الطائرات، وشفرات المحركات وشفرات الطائرات المروحية.
وهكذا، تم تخصيص مصنع الدار البيضاء لتصنيع الهياكل المركبة لتلبية متطلبات الطيران. وبفضل خبرتها في تصنيع هذه الأجزاء، تعد هيكسل الشركة الرائدة في هذه التكنولوجيا المستخدمة في الطيران التجاري والعسكري، بالإضافة إلى المحركات والشفرات لاكتساب الوزن في الهياكل المركبة.
وصرح وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، بهذه المناسبة، أن “القطاع الصناعي المغربي بات أكثر من أي وقت مضى من بين الأكثر تنافسية في العالم”، عازيا تطور الصناعة في البلاد إلى الكفاءة والالتزام والطموح والمواهب المغربية.
وأكد على قوة الصناعة الأمريكية، لاسيما في قطاع الطيران، فضلا عن قوة العلاقات التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تشهد دينامية كبيرة.
وأوضح أن إتقان التكنولوجيات الجديدة يمثل فرصة لهذا القطاع حيث الطلب يتزايد أكثر فأكثر بينما يسجل العرض حالة عجز دائمة، مضيفا أن الصناعة الوطنية في طور الانتعاش بعد الأزمات التي سجلت مؤخرا.
من جهتها، سلطت أيمي كوترونا، نائبة رئيس البعثة بسفارة الولايات المتحدة بالمغرب، الضوء على التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال تصنيع المواد الصناعية، وإحداث فرص الشغل بهذا القطاع، وقدرات التصدير.
كما أشارت إلى أن قطاع الطيران، الذي يعرف ازدهارا ملحوظا في الوقت الراهن، يمثل قطاعا رئيسيا لتعزيز هذا التعاون العريق بين المغرب والولايات المتحدة، مضيفة أن استقرار وتوسع “هيكسل” بالمغرب هو المثال النموذجي لقوة العلاقات التي تجمع بين البلدين.
من جانبه، أورد تييري ميرلو، رئيس هيكسل للطيران بأوروبا وآسيا-المحيط الهادي والشرق الأوسط وإفريقيا، أن حجم المصنع سيرتفع بذلك إلى حوالي 13000 متر مربع، بينما سيزداد عدد العمال آجلا إلى 400 شخص.
وأضاف أن هذه التوسعة تعكس التزام “هيكسل” بالتنمية المستدامة وتؤكد صحة استراتيجية الشركة، وجودة البنية التحتية المغربية، وانخراط ودعم جميع الفاعلين والسلطات المحلية، فضلا عن كفاءة المواهب المغربية.
من جانبه، شدد فانسون كارو، رئيس مجلس إدارة “سافران ناسيل”، على أهمية إقامة روابط بين الشركات من أجل تعزيز القيمة المضافة للقطاع الصناعي، وإثراء مهارات وخبرات العاملين، وتثمين سلسلة القيمة، مضيفا أن تشكيل شبكة قوية على غرار التعاون بين “سافران” و”هيكسل” له تأثير كبير من حيث تعزيز التنافسية، وأداء التنمية والسيادة الصناعية للمغرب.
كما أعرب عن التزام هذه الشبكة الصناعية من حيث احترام البيئة ودعم أهداف إزالة الكربون.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس تجمع الصناعات المغربية للطيران والفضاء، كريم الشيخ، أن هذه المبادرات تمكن من تعزيز حضور الصناعة المغربية في سلسلة القيمة العالمية والتطابق مع أهداف التنمية المستدامة، معربا عن ارتياحه لدعم الوزارات المعنية ومؤهلات الموارد البشرية المغربية.
وأكد حميد بن ابراهيم الأندلسي، رئيس “ميدبارك”، أن هذا المشروع يؤكد الثقة المتجددة لمجموعة رائدة، ويأتي في وقت تعاني فيه الصناعة من تداعيات كوفيد -19، مشيرا إلى أن المغرب يتعامل بشكل فعال مع تحديات الأزمة الحالية، ولاسيما من خلال التسليم في الوقت المحدد، والالتزام تجاه مختلف الزبناء.
وتابع بأن الشبكة الصناعية المغربية تقتسم قيما مشتركة، ولاسيما التعاون والتأهيل، مسلطا الضوء كذلك على دعم السلطات المحلية.
وافتتحت “هيكسل” في سنة 2018 مصنعا جديدا بالدار البيضاء بغية رفع طاقتها التصنيعية. وتم الشروع في تشييد هذا المشروع، الذي كلف 20 مليون دولار أمريكي، في ربيع سنة 2016. كما دخل الموقع حيز الاشتغال في منتصف عام 2017، بينما تم إطلاق التوسعة، البالغة كلفتها 30 مليون دولار سنة 2021، بهدف الافتتاح في سنة 2023.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.