امبريال 2023: السيد بايتاس يؤكد على ضرورة الجمع بين الأهداف والمقاربات العلمية للنجاح في المشاريع الاستراتيجية
أبرز الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن إنجاح المشاريع الاستراتيجية لا يقتصر فقط على النوايا والأهداف بل يتطلب الجمع بينها وبين المقاربات العلمية.
وأوضح السيد بايتاس في كلمة ألقاها خلال جلسة عمومية حول موضوع “المغرب يحطم الحدود”، المنعقدة في إطار الدورة السادسة من تظاهرة “امبريال” (Impériales) أن “النوايا مهمة لنجاح المشاريع الاستراتيجية، ولكن من الضروري مصاحبتها بمقاربات علمية وواقعية، تجمع بين التحضير الذهني، والقدرة على تعبئة الموارد والتدبير مع توفير الوسائل التقنية والمالية والاستراتيجيات المناسبة”.
وأضاف أنه مما لا شك فيه أن “بلدنا يتوفر على كل المؤهلات والإمكانيات لرفع أكثر التحديات تعقيدا، وعلينا فقط أن نؤمن بقدرتنا على النجاح واعتماد المقاربات العقلانية والفعالة”، مذكرا في هذا السياق، بالتدبير الجيد للأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد – 19 والإنجازات التي حققها المنتخب الوطني خلال كأس العالم بقطر.
كما أشار الوزير إلى أن نجاح الأوراش الإستراتيجية في بلادنا، كما هو الشأن بالنسبة لمخطط المغرب الأخضر، والحماية الاجتماعية والطاقات المتجددة، لا تقتصر فقط على تعبئة الموارد البشرية والوسائل المادية بل تعتمد على القدرة الفردية والجماعية على إيجاد سبل للنجاح، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة “الثقة بالنفس وبالقدرة على إحداث تغيير إيجابي”.
من جهته، أبرز الرئيس المؤسس لجمعية “Les Impériales” أنور صبري، أن العلامة الوطنية يجب أن تكون مدعومة بقاعدة اقتصادية متينة، وبنيات تحتية نوعية، وكفاءات وأنظمة فعالة تضمن توفير تجربة إيجابية للمستثمرين والسياح والمواطنين.
وأضاف أن المغرب يعد بالفعل مثالا مثيرا للاهتمام لدولة تتوفر على كل الإمكانيات والمؤهلات لتشكل أمة تعمل على تموقعها من خلال مقاربة التنوع الاقتصادي، وتثمين تراثها الثقافي وتعزيز الابتكار في القطاعات الرئيسية، مشيرا إلى أن هذا التوجه يجب أن يكون مدعوما بعلامة “صنع في المغرب” قوية، وإلا فإن هذا التموقع قد يكون هشا أمام التقلبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية.
وأوضح السيد صبري أن علامة “صنع في المغرب” تعد عاملا رئيسيا في تعزيز “العلامة الوطنية” (nation branding)، مبرزا أنه لتحقيق ذلك، يجب بذل جهد كبير في تنمية الرأسمال البشري وتطوير العقليات.
من جهته، أشار الخبير الدولي في الدبلوماسية والتجارة الخارجية، أمين لاغيدي، إلى أن “تحطيم الحدود” في الوقت الحاضر يعني “القدرة على اكتساب الزخم، وفهم العالم، ورؤية التحديات من أجل التمكن من التأثير عليها، والقدرة على أخذ بعين الاعتبار التفاصيل لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع”.
وأكد الخبير أنه “اليوم، المغرب لا ينقصه أي شيء بالمقارنة مع البلدان الأخرى، بفضل إمكاناته ومرونته وسرعته على استشراف المستقبل، يكفي التحلي بالثقة بالنفس، والعمل سويا كعائلة من أجل إشعاع علامة المغرب التي نحملها بداخلنا “.
من جانبها، أكدت الكاتبة العامة للكونفدرالية الوطنية للسياحة، وصال الغرباوي، أن المغرب له جانب فريد وخاص بفضل تاريخه، وأسسه وجغرافيته التي تخصه وحده، والتي تشكل قوته الهائلة.
من جهة أخرى، أعربت عن قناعتها بأن المغرب يتمتع بقوة الصورة، وقوة الثقافة والهوية والكرم بفضل كل مقوماته وبفضل المغاربة داخل المغرب وخارجه.
من جهتها، قالت ماريا آيت محمد، رئيسة إتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال، والمديرة التنفيذية لوكالة بونزاي إنه “عندما تكون لديك عقلية تحطيم الحدود، فأنت لا تعلن أبدا أنك الفائز، ولا تأخذ أي شيء كأمر مسلم به. ونقول لأنفسنا أن كل خطوة هي جزء من رحلة جماعية”.
وأوضحت أن “تحطيم الحدود” يعني أيضا وضع مسار طموح للغاية وأحلام كبيرة من أجل التمكن من استخدامه كرافعة تخلق الدينامية بشكل مستمر، وهذا ما يجعل الجميع يرغبون في التفوق وتقديم أفضل ما لديهم كل يوم.
وتتواصل فعاليات الدورة السادسة من تظاهرة Impériales، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 12 ماي الجاري في “Carré d’Or” بالدار البيضاء، تحت شعار “تحطيم الحدود مسألة تتعلق بأسلوب التفكير”.
يشار إلى أن جمعية “Les Impériales” تأسست سنة 2018 بهدف توحيد جهود قطاع كبير يجمع بين العديد من المهن، ولا سيما مهن الاتصال والإعلام والتسويق والتحول الرقمي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.