تم، مساء الأربعاء خلال ندوة في ستوكهولم، إبراز مؤهلات المغرب الذي يطمح لأن يصبح مركزا للطاقة في إفريقيا، والجهود التي تبذلها مختلف الجهات المعنية لتعزيز قدرته التنافسية في هذا المجال.
وخلال هذا الاجتماع، الذي رفع شعار “دعم التنوع وتمهيد الطريق للعمل المناخي”، توقف المتحدثون عند مختلف الجوانب التي صاغت سمعة المغرب في مجال التحول الطاقي، وكذلك الإجراءات التي تواصل المملكة تنزيلها، بهدف تعزيز تنمية هذا القطاع الواعد.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة Green Innov Industry Investment Gi3، بدر يكن، إلى أن المغرب يتمتع بخبرة واسعة في مجال الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى قربه الجغرافي من السوق العالمية، فضلاً عن علاقاته الوثيقة مع الفاعلين الرئيسيين في الاقتصاد العالمي وقطاع الطاقة.
وقال رئيس هذه المجموعة الناشطة في الاستثمار وتطوير الصناعات الخضراء المبتكرة في المغرب، إن النموذج المغربي في هذا المجال يستمد قوته من الرؤية الملكية، التي مكنت من تطوير استراتيجية طاقة مستدامة واستباقية، تروم تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز تكامل الشبكة الطاقية على المستوى الإقليمي، وترسيخ كفاءة الطاقة كأولوية وطنية.
وبخصوص استغلال الهيدروجين على وجه الخصوص، أكد الخبير، الذي كان يتحدث في حلقة نقاش حول “التغير المناخي”، أن ناقل الطاقة هذا سيسمح للمغرب، على المدى المتوسط، بإزالة الكربون عن القطاع الصناعي، طالما أن هناك قدرات كبيرة في هذا المجال من شأنها أن تساعد في تطوير الصناعة لتكون أكثر تنافسية واستدامة.
وفي ما يتعلق بالفرص المتاحة للمستثمرين السويديين من حيث الطاقة النظيفة في المغرب، أشار السيد يكن إلى أن ميثاق الاستثمار الوطني الجديد يجعل المغرب اليوم من أكثر الوجهات الاستثمارية جاذبية في قطاعات مختلفة.
ففي مجال الطاقة، قال إن مجموعة محاور تعزز التكامل بين البلدين، ويتعلق الأمر أساسا باقتصاد الهيدروجين الأخضر عبر سلسلة القيمة والتخزين الكهروكيميائي، وأضاف أن ذلك يشمل أيضا كفاءة الطاقة، معتبرا أن الخبرة السويدية يمكن استخدامها بشكل جيد في هذا المجال.
من جهته، أكد سالم بليزيد، أستاذ الإدارة البيئية بجامعة ستوكهولم، أن المغرب طور برامج طموحة تهدف إلى استغلال مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكثر منهجية، في إطار خطط الدولة الهادفة إلى الحد من اعتماد البلاد على الطاقة الأحفورية المستوردة من الأسواق الدولية.
وبعد التذكير بأن الهيدروجين يستخدم اليوم في القطاع الصناعي، ولا سيما الصناعة الكيميائية والمعدنية، ويمكن أن يلعب دورا رئيسيا في المستقبل كمصدر جديد للطاقة، لا سيما في قطاع النقل، استعرض السيد بليزيد إمكانيات التعاون بين السويد والمغرب في هذا المجال.
وشهد هذا الاجتماع، الذي نظمته جمعية “أصدقاء اليهودية المغربية” بالشراكة مع سفارة المغرب بالسويد، حضور أكثر من 150 شخصية، من بينهم دبلوماسيون وباحثون وممثلو المجتمع المدني.
و م ع