أكدت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، اليوم الأربعاء بمراكش، أن المملكة تطمح إلى أن تصبح “قطبا رقميا إقليميا”.
وقالت السيدة مزور، في كلمة في افتتاح معرض “جيتكس إفريقيا”، الحدث البارز، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إنه “لتحقيق هذا الطموح سعت المملكة إلى تعزيز التكوينات في المهن الجديدة والتكنولوجيات الحديثة”.
وأضافت في هذا الاتجاه، أنه “تم إحداث مدن جديدة للمهن والكفاءات تواكب التحولات التي تعرفها المهن، بهدف تعزيز الرأسمال البشري المؤهل في عدد من المجالات التكنولوجية”، مشيرة إلى أن “النموذج التنموي الجديد يترجم هذا الطموح، برهانه على تحول المملكة إلى بلد رقمي”.
وتابعت أن اختيار المغرب لاحتضان النسخة الأولى من “جيتكس إفريقيا” لم يأت من فراغ، بل جاء من إيمان عميق بمؤهلات المملكة، التي تزخر بالمواهب الشابة، التي تألقت في عدد من المحافل الدولية، والتي أبانت عن تفوقها في مجالات مختلفة.
وأوضحت، في السياق نفسه، أن “النموذج التنموي الجديد حث على جعل الرقميات والقدرات التكنولوجية عاملا أساسيا في التنافسية وتحديث المقاولات وتطوير مهن وقطاعات جديدة تواكب التحولات العالمية”، مؤكدة أن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة تعمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي 2030، التي توجد الآن في المرحلة النهائية من الصياغة.
وقالت إن “هذه الاستراتيجية مبنية على مقاربة تشاركية، تجسدت في سلسلة لقاءات تشاورية جهوية”، مبرزة أن الهدف من هذه اللقاءات هو الاستماع للمواطنات والمواطنين وتجميع أفكارهم وآرائهم، وإشراكهم في صياغة الاستراتيجية.
وأضافت أن الاستراتيجية تترجم انخراط الوزارة في تنزيل تحول رقمي للمملكة يجعل المواطن في صميم أولوياته، مبرزة أن “تنظيم النسخة الإفريقية الأولى لجيتكس غلوبال، يعتبر امتدادا لجيتكس العالمي، الذي دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على تنظيمه منذ 42 سنة”.
وأشارت السيدة مزور إلى أن “الحكومة تعول كثيرا على جيتكس إفريقيا في استقطاب الاستثمارات للمملكة ومن خلالها للقارة الإفريقية”، معبرة عن الاعتزاز بالثقة التي وضعها المستثمرون في المملكة، حيث وقعت 17 اتفاقية في مجال ترحيل الخدمات باستثمارات قيمتها أكثر من مليار درهم، ما سيمكن من خلق أكثر من 17 ألف منصب شغل.
وذكرت بالخطوات التي قامت بها المملكة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية، مشيرة إلى أنه تم اعتماد الصيغة المبسطة للقرارات الإدارية التي تتم دراستها على مستوى المراكز الجهوية للاستثمار.
وأكدت أن هذه الإجراءات تنضاف إلى مجموعة من الأوراش الطموحة للمملكة، على رأسها ميثاق الاستثمار الجديد الذي ارتآه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليكون ميثاقا تنافسيا يكرس المملكة كأرض مميزة للاستثمار على المستويين الإقليمي والدولي.
وخلصت السيدة مزور إلى أن المملكة تطمح إلى أن يكون “جيتكس إفريقيا 2023” محطة لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير الاقتصاد الرقمي بالقارة الإفريقية، مضيفة أن المعرض يعد فرصة للشركات الناشئة والمطورين والمبرمجين بإفريقيا لتعزيز وصول علاماتهم التجارية وابتكاراتهم للعالم.
من جهته، أشاد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بدولة الإمارات العربية المتحدة، عمر سلطان العلماء، بالاختيار الموفق للمغرب لاستضافة النسخة الأولى من “جيتكس إفريقيا المغرب”، مشيرا إلى أن المغرب يشكل “نموذجا” و”مصدر فخر للعرب والمسلمين والأفارقة” في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا والرياضة والاقتصاد.
وأكد أن “معرض جيتكس إفريقيا المغرب يتيح الفرصة للاحتفال بالتعاون المثمر بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس”، مضيفا أن هذا التعاون سيخدم مصالح القارة الإفريقية.
وأبرز الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الرقمي في إفريقيا، مشيرا إلى أن “المستقبل رقمي وأن بناءه يعتمد على تطوير هذا القطاع والاستثمار في الرأس مال البشري والابتكار وحلول الذكاء الاصطناعي” وأن هناك “مستقبلا مشرقا ينتظر إفريقيا بفضل تنوع وثراء رأس مالها البشري”.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض “جيتكس إفريقيا المغرب” يشكل مبادرة لمعرض “جيتكس غلوبال” في دبي، وهو أكبر معرض عالمي للتكنولوجيا والشركات الناشئة المصنف كأفضل معرض عالمي لقادة العالم في المجال التكنولوجي. وحظي المغرب بفرصة احتضان الدورة الأولى من هذا الحدث البارز، لتؤكد التزامه بتسريع تطوير البنيات التحتية الرقمية بإفريقيا.
ويندرج هذا الحدث البارز، أيضا، ضمن إطار جهود المملكة لتعزيز التعاون جنوب ـ جنوب في المجال الرقمي، والإسهام في إشعاع القارة الإفريقية على الصعيد الدولي، على اعتبار أنه يروم النهوض بالابتكار التكنولوجي متعدد القطاعات والتحول الرقمي بإفريقيا.
و م ع