شكلت سبل تعزيز العلاقات التجارية بين المغرب والمجموعة الاقتصادية لدول أمريكا الجنوبية (ميركوسور) محور المحادثات التي جرت، اليوم الجمعة بالرباط، بين وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ورئيس برلمان هذه المجموعة، روبين أنيبال باسيغالوبي.
وتتوخى هذه الزيارة، التي تندرج في إطار توطيد وتعزيز العلاقات بين المملكة المغربية ومجموعة ميركوسور، استعراض التقدم الملحوظ الذي سجله المغرب، ولا سيما على مستوى التنمية الاقتصادية.
وبهذه المناسبة، أعرب الطرفان عن ارتياحهما التام للزخم الذي تشهده المبادلات التجارية ولجودة العلاقات القائمة بين المغرب ومجموعة الميركوسور، والتي تبعث على التفاؤل بشأن آفاق تعزيزها على الصعيدين الاقتصادي والصناعي.
وفي هذا الصدد، سلط السيد مزور الضوء على المزايا التنافسية للمغرب، علاوة على مؤهلات وإمكانات المغرب كمنصة إنتاجية وتصديرية نحو سوق تضم أزيد من مليار مستهلك، وذلك بفضل الاتفاقيات التي أبرمها والتي تهم مجال التبادل الحر، ولا سيما تلك الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والتي تجعل منه قطبا دوليا متميزا.
وفي نفس السياق، شدد الوزير على أن المصالح الاقتصادية المشتركة للطرفين، فضلا عن مؤهلاتهما الاقتصادية، تسمح لتعاونهما بالانتقال بكل ي سر من علاقة تعتمد على المبادلات التجارية أساسا إلى شراكة متعددة القطاعات، وخاصة في القطاع الصناعي، داعيا إلى تفعيل تعاون ثلاثي بين مجموعة ميركوسور والمغرب وإفريقيا، مع الاستفادة الم ثلى من كافة المزايا التنافسية للمغرب باعتباره بوابة الولوج إلى إفريقيا، في سياق تفعيل منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAf).
ومن جهته، أشاد السيد روبين أنيبال باسيغالوبي، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب من 9 إلى 14 يونيو الجاري رفقة وفد يتألف من أعضاء برلمان مجموعة ميركوسور، بالجهود التي يبذلها المغرب على مستوى تعزيز أدائه الاقتصادي.
كما أكد التزام مجموعة ميركوسور القوي باستكشاف جميع فرص الشراكة مع المملكة، خصوصا وأن هذا التجمع يتطلع إلى تعزيز علاقاته التجارية مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالنظر إلى تكامل المصالح.
وعلاوة على ذلك، شدد الطرفان على أهمية تنظيم منتدى للأعمال تيسيرا للتقارب بين دوائر الأعمال لكلا الطرفين، مع البحث عن أوجه التكامل بين الاقتصادين، وخاصة في مجال الصناعة الغذائية والطاقات المتجددة.
وتجدر الإشارة إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب ومجموعة ميركوسور بلغت قيمتها 4,70 مليار دولار برسم سنة 2022 (مقابل 3,6 مليار دولار برسم سنة 2021).
وبلغت واردات المغرب من مجموعة ميركوسور 2,53 مليار دولار، في حين بلغت الصادرات 2,17 مليار دولار. ويظل البرازيل الشريك التجاري الأول للمملكة ضمن هذا التكتل بقيمة بلغت 2,97 مليار دولار برسم سنة 2022.
والجدير بالذكر أن مجموعة ميركوسور تعد خامس أكبر اقتصاد على الصعيد الدولي وثالث سوق مندمجة في العالم بعد الاتحاد الأوروبي واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (ALENA/NAFTA).
وتمثل الدول الأعضاء في ميركوسور أزيد من 82 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام لأمريكا الجنوبية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.