وزير الصناعة يفتتح المصنع الأخضر بالموقع الصناعي لسنطرال دانون بمكناس

افتتح وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، اليوم الثلاثاء، “المصنع الأخضر” بالموقع الصناعي لسنطرال دانون بمكناس، في إطار الزخم الذي يشهده قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب.

ويندرج هذا المشروع المتميز على مستوى النجاعة الطاقية في إطار اتفاقية الاستثمار 2024-2020 الموقعة بين الحكومة وسنطرال دانون، والتي تغطي توسيع القدرات الإنتاجية وتركيب معدات جديدة وتحسين عمليات التصنيع وإطلاق منتجات نهائية جديدة في المواقع الصناعية لسنطرال دانون الواقعة في مكناس وسلا والجديدة والفقيه بنصالح.

ويبلغ البرنامج الاستثماري الشمولي حوالي 161 مليون درهم وسيسمح في النهاية بإحداث 120 منصب شغل مباشر.

وعلى مستوى موقع مكناس، يشمل الاستثمار، بالإضافة إلى تمديد بعض خطوط إنتاج تحلية الحليب، مكونا مهما يتعلق بتركيب المعدات والمنشآت التي تهدف إلى تحسين البصمة الطاقية في المصنع باستثمار مخصص قدره 17 مليون درهم.

يتخصص معمل سنطرال دانون بمكناس منذ سنة 1985 ، في إنتاج التحليات والجبنة الطازجة والياغورت. وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع 45000 متر مربع، منها 10055 متر مربع مغطاة. ويشغل المصنع 212 شخصا.

ويعد المصنع نموذجا رائدا يهدف إلى تعزيز النجاعة الطاقية وإزالة مستويات الكربون في المواقع الصناعية لسنطرال دانون في المغرب، وفقا لنهج تعزيز الطاقة النظيفة بالمملكة المغربية وتماشيا مع أهداف برنامج دانون RE-Fuel العالمي الذي يهدف إلى تحسين البصمة الطاقية لمواقع إنتاج دانون في جميع أنحاء العالم.

بفضل “المصنع الأخضر”، وصل مصنع سنطرال دانون في مكناس اليوم إلى 52 في المائة من استخدام الطاقات المتجددة لاستهلاكه الطاقي، محققا مسبقا الهدف الوطني المتمثل في زيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة بالبلاد إلى 52 في المائة بحلول عام 2030.

تمثل الطاقة الحرارية المنتجة في الموقع 90 في المائة من الطاقات القادمة من مصدر أخضر.

في كلمة بالمناسبة، أفاد السيد مزور بأن الاستثمارات التي تقوم بها سنطرال دانون تشهد على رؤية استراتيجية واضحة والتزام بتعزيز الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة، مضيفا أنها “تظهر رغبة سنطرال دانون في البقاء في طليعة الابتكار والاستجابة لتطورات السوق من خلال التحسين المستمر لجودة وتنويع المنتجات المعروضة”.

من جهته، أعرب لوران ساكي الكاتب العام لسنطرال دانون عن سعادته “بافتتاح أول مصنع أخضر بالمغرب، في مصنعنا في مكناس، للمساهمة في تطوير الطاقات المتجددة في المغرب”، موضحا أن “هذا المشروع النموذجي يوضح التزامنا بتعزيز النجاعة الطاقية في مواقعنا الصناعية في المغرب”.

وأعرب مسؤول دانون عن امتنانه “للحكومة المغربية على دعمها ومواكبتها والتزامها بتطوير الصناعة المحلية لقطاع الحليب وتحديثها في إطار سيادة غذائية مستدامة”.

ويضم “المصنع الأخضر” بمكناس العديد من المعدات والمنشآت التي تهدف إلى تحسين البصمة الطاقية في المصنع. ويتعلق الأمر بالخصوص بميثانيزر لإنتاج الغاز الحيوي بفضل عملية كيميائية عبارة عن ميثنة من المواد العضوية، الناتجة عن الصرف الصحي القادمة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المصنع. يتم استخدام الغاز الحيوي الناتج عن العملية في غلايات المصنع لإنتاج البخار.

يسمح هذا الغاز الحيوي بمتوسط إنتاج يبلغ 4600 نامومتر 3/يوم، أي ما يعادل 30 في المائة من متطلبات البخار الحالية للمصنع.

كما يتضمن محطة الكتلة الحيوية، وهي وحدة تنتج الميثان الحيوي. يتم تغذيته بمجموعة متنوعة من المواد، وخاصة جوز الزيتون، وهو محصول وفير في مكناس. وتم بناء محطة الكتلة الحيوية لموقع مكناس على مساحة تقارب 550 متر مربع يتم التعرف عليها من خلال الواجهات المظللة الخضراء بسبب مساهمتها المستدامة في تقليل استهلاك الطاقة في المصنع.

وبخصوص محطة معالجة مياه الصرف الصحي، فهي متواجدة منذ افتتاح المصنع سنة 1985، وتم تصميمها لضمان معالجة مياه الصرف الصناعي لموقع مكناس بحجم 2000 م3 من المياه المعالجة يوميا. تبدأ عملية المعالجة بجمع مياه الصرف الصحي في شبكة تجميع، ثم يتم نقل مياه الصرف الصحي إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي حيث تخضع لعدة خطوات معالجة حتى تعود هذه المياه إلى نقطة البداية المنتقاة بشكل صحيح.

ويتضمن “المصنع الأخضر” المباني المسؤولة بيئيا، حيث تدمج مرافق التصنيع التكنولوجيا المقتصدة للطاقة والمواد التي تلبي معايير النجاعة الطاقية للمباني.

وقد فاز هذا “المصنع الأخضر” بالجائزة الأولى للهندسة المعمارية في فئة “المصانع الصناعية والصناعات الغذائية”، و”جائزة أفضل مشروع معماري في إفريقيا” خلال مسابقة الهندسة المعمارية البريطانية لجوائز العقارات الدولية 2022.

وجرى حفل افتتاح هذه الوحدة بحضور عامل عمالة مكناس عبد الغني الصبار، ورئيس مجلس جهة فاس – مكناس عبد الواحد الأنصاري، والرئيسة المديرة العامة لسنطرال دانون ناتالي ألكير.

و م ع