انتخابات : التجربة المغربية تعطي درسا كبيرا في مجال الثقة بين الدولة وشعبها
أكد الأكاديمي المغربي عبد الحق عزوزي، أن انتخابات 8 شتنبر أكدت أن التجربة المغربية تعطي درسا كبيرا في مجال الثقة التي يجب أن تسود بين الدولة وشعبها.
وقال عزوزي في مقال نشرته صحيفة (الاتحاد) الإماراتية على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “الخريطة السياسية الجديدة في المغرب”، إن “التجربة المغربية تعطي درسا كبيرا مفاده أن المجال السياسي العام لا يمكن بناؤه إلا انطلاقا من جدران الثقة بين الدولة وشعبها”.
ولفت عزوزي إلى أن “النظام السياسي المغربي يتوفر، دون أي شك، على مميزات خاصة أكثر من جيرانه بالنظر إلى سياسات التحرر السياسي التي عرفتها البلاد منذ عقود، والنجاح في تحقيق ميثاق تعاقدي سياسي بين النخبة السياسية في الحكم والنخبة السياسية في المعارضة”.
وأشار إلى أنه “يمكن إرجاع ذلك في المقام الأول إلى كون الملكية في المغرب لم تمنع قط التعددية السياسية منذ الاستقلال، وجاء دستور عام 2011 ليؤصل لمجال سياسي عام تعطى فيه الكلمة لصوت الناخب”.
وعودا على انتخابات 8 شتنبر، أشار عزوزي إلى أن الخاص والعام يشيدان بالتدبير الحكيم والذكي للحياة السياسية المغربية، من المؤسسة الملكية التي سهرت على مرور الانتخابات في أحسن الظروف وفي احترام تام للدستور وقوانين البلد”، والقضاء الإداري الذي تحرك في وقته، ووزارة الداخلية التي عملت في احترام تام للقواعد السامية للبلد.
وأضاف أن هذه الانتخابات “نظمت في وقتها رغم تداعيات جائحة كورونا، وبمشاركة تتعدى النسبة التي نشهدها اليوم في الانتخابات الأوروبية، وفي ظروف وصفها مراقبون محليون ودوليون بالشفافة والنزيهة”.
وفي سياق متصل، أكد الأكاديمي أن حزب التجمع الوطني للأحرار بات، عقب انتخابات 8 شتنبر، القوة السياسية الأولى في البلاد، مضيفا أن هذا الحزب “يطمح لإحداث تغيير كبير خلال السنوات الخمس المقبلة في ظل التطلعات المتزايدة للمغاربة”.
من جهة أخرى، سلط عزوزي الضوء على ما وصفه ب”التراجع التاريخي” لحزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات بعدما انتقل عدد مقاعده البرلمانية من 125 مقعدا إلى 13 مقعدا، وهو التراجع الذي يعزى حسب قوله إلى “انتخاب عقابي” وتم “بلا ضجيح وبلا توقيف للمؤسسات، بل بصيغة حضارية وعن طريق الديمقراطية”.
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.