أكد زعماء سياسيون وخبراء موريتانيون أن المشاركة المكثفة لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية لثامن شتنبر تشكل دليلا قاطعا على اندماجها وارتباطها بوطنها الأم المغرب.
وقال محمد محمود ولد الطلبة، رئيس حزب الجبهة الشعبية، ونائب رئيس تحالف “العيش المشترك”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الأمر يتعلق من دون شك باستفتاء يؤكد مغربية الصحراء”.
وأشاد المسؤول الموريتاني “بالتعبئة القوية” لساكنة الأقاليم الجنوبية التي سجلت نسب مشاركة “قياسية” في جهات العيون الساقية الحمراء (66,94 في المائة) وكلميم واد نون (63,76 في المائة) والداخلة واد الذهب (58,30 في المائة)، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد الاندماج الكامل لهذه الجهات بالمغرب.
وأضاف أن المشاركة الواسعة في الانتخابات “تثبت إرادة الانتماء الواضحة لدى مغاربة الجنوب” وتؤكد شرعية تمثيلية المنتخبين في هذه الأقاليم.
وفي ما يتعلق بنسبة المشاركة المرتفعة المسجلة خلال الانتخابات على الصعيد الوطني والتي بلغت 50,35 بالمائة، اعتبر ولد الطلبة أن ذلك “يعكس جليا نضج الممارسة الديمقراطية بالمغرب”، مشيرا إلى أن المغرب كسب رهان تنظيم ثلاثة انتخابات في يوم واحد للمرة الأولى في تاريخه.
وأضاف أن هذه النسبة التي تعتبر الأعلى منذ 2011 حين سجلت نسبة مشاركة بلغت 43 في المائة، أكسبت السلطات المغربية الرهان، لا سيما في سياق دولي وإقليمي تكتنفه حالة عدم اليقين.
بدوره، أكد أحمد شبيه، عن الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية، أن نسبة المشاركة العالية في الأقاليم الجنوبية في هذه الانتخابات تؤكد تمسك الصحراويين بقوة بمشروع تعزيز الصرح الديمقراطي والمؤسساتي في بلدهم، فضلا عن اندماجهم الكامل في المملكة.
وأضاف أن نسبة المشاركة هذه تؤكد أيضا أن “المغرب ديمقراطية كبرى شهدت العديد من التغيرات الملموسة منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش”.
وأشاد المسؤول الموريتاني بحيوية الأحزاب السياسية المغربية، مؤكدا على أن “النموذج المغربي يجب أن يلهم البلدان الجارة والشقيقة”.
من جهته، اعتبر الخبير السياسي، شيخاني ولد الشيخ، أن نسبة المشاركة المرتفعة لساكنة الأقاليم الجنوبية في الاستحقاقات الانتخابية أبرز دليل على قوة المشاعر الوطنية لديهم.
وقال ولد الشيخ إن “نتائج هذه الانتخابات تبرز الجهوية المتقدمة كمشروع يلبي تطلعات الشعب على أكمل وجه”، مضيفا أن نسبة المشاركة المرتفعة على الصعيد الوطني والقياسية في الاقاليم الجنوبية تؤكد أهمية اللامركزية وانعكاساتها الإيجابية على المواطنين. وأكد نفس المتحدث أن هذه الانتخابات تمثل بداية جهوية أكثر تقدما في المغرب.
المصدر : وكالة المغرب العربي