أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أهمية إسهامات الشباب المغاربة المزدادين والمقيمين بمختلف بلدان المهجر، ودور الثقافة كرافعة أساسية لتمتين أواصر مغاربة العالم بوطنهم الأم.
وأوضح السيد اليزمي، في حوار نشر، اليوم الخميس، على صحيفة “لوماتان”، أنه “يتعين بذل هذا الجهد الثقافي بشكل متواصل ومزدوج الاتجاه من خلال احتضان المغرب لإبداعات هذه الأجيال الجديدة من جهة، والترويج للثقافة المغربية بالخارج، من جهة أخرى”.
وسجل، في هذا الصدد، أن المجلس يعمل، بحلول متم السنة الجارية، على إصدار ثلاث مجموعات أعمال مخصصة لكتاب الهجرة المغربية، وإعداد برنامج ضخم للترجمة إلى العربية والفرنسية لروايات ومقالات صادرة باللغات الفرنسية والفلامانية والإنجليزية والإسبانية والكتالانية.
ولفت إلى أن الأمر يتعلق بمضاعفة الجهود والخبرات التي انخرط فيها المغرب، مذكرا، في هذا السياق، بأن المملكة تنهج منذ سنوات عديدة سياسة شاملة تجاه مغاربة العالم.
وتشمل هذه السياسة، على الخصوص، يضيف المتحدث ذاته، منظومة مؤسساتية تضم قطاعا وزاريا ومؤسسات تسهر على تقديم خدمات عمومية، من قبيل مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج.
من جهة أخرى، أبرز السيد اليزمي أن دستور 2011 منح أساسا دستوريا متينا لهذه السياسة بتخصيص أربعة فصول للجالية المغربية بالخارج (16 و17 و18 و163)، لافتا، في الوقت ذاته، إلى أهمية الدور الذي يضطلع به العديد من الفاعلين الخواص كالقطاع البنكي وشركات النقل والمنعشين العقاريين في خدمة مغاربة العالم.
وورغم النتائج التي تحققت بفضل هذه السياسة، يضيف المسؤول، وجب إجراء تقييم والقيام بإصلاح أضحى ضروريا من أجل مواكبة مطالب المهاجرين المغاربة المتعلقة، على الخصوص، بالعدالة والإدارة، وكذا التحولات الهامة التي يشهدها المجتمع.
وتابع بأن صعود أجيال جديدة ولدت وترعرعت في بلدان الإقامة تشكل تحديا رئيسيا، موضحا، في هذا الصدد، أن الأمر لا يتعلق بالمعنى التقليدي لمفهوم “المغاربة المقيمين بالخارج” الذين هاجروا في سن الرشد، بل بمزدوجي الجنسية الذين يدرك معظمهم، ولو بطرق مختلفة، انتماءهم المزدوج. ولفت رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إلى أن أحد التحديات المستقبلية يتمثل في احتضان هذا الولاء المتعدد الذي يشعرون به في أعماق ذواتهم، دون وصمهم أو ربطهم بأصل واحد.
وهذا الرهان، يسجل المتحدث ذاته، يطرح بشكل حاد في المجتمعات الأوروبية التي تدفع الأجيال الجديدة إلى اتخاذ خيار حصري للانتماء.
وعلاوة على ذلك، استحضر السيد اليزمي التأنيث كظاهرة ثانية مهمة، مشيرا، في هذا الإطار، إلى أن النساء المغربيات المهاجرات يقل إشراكهن في التجمعات العائلية، بعدما أصبحن مبادرات للهجرة.
وأضاف أن الأمر يتعلق، كذلك، بتجذر مغاربة العالم في مجتمعات إقامتهم، وهو ما يؤكده ارتفاع نسبة تجنيس مهاجري الجيل الأول بالعديد من البلدان الأوروبية.
أما العنصر الأساسي الآخر، يبرز المسؤول، فهي العولمة التي شهدتها الهجرة المغربية في العقود الأخيرة، لكونها تخلق تنوعا استثنائيا يعقد استقبال هذه الساكنة.
وفي جوابه على سؤال حول الفرص المتاحة للمغاربة المقيمين بالخارج من قبل بلدانهم الأصلية، أوضح السيد اليزمي أن مساهمة مغاربة العالم في مختلف المشاريع التنموية يتخذ أشكالا متعددة، وأن مجلس الجالية المغربية بالخارج يحاول مواكبة جهودهم، وتسهيل مشاريعهم، في حدود إمكانياته، وتشجيع تبادل الممارسات الفضلى، في احترام لاستقلالية الفاعلين.
وذكر، في هذا السياق، بتنظيم المجلس، في 9 مارس الماضي، ندوة بشراكة مع جمعية جهات المغرب، حول موضوع “تعزيز مساهمة مغاربة العالم في تنمية الجهات”، بحضور العديد من الجمعيات المشتغلة في مجال الهجرة والمنخرطة في أعمال تنموية بمناطقها الأصلية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.