أبرز رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، النعم ميارة، اليوم الخميس بدبلن، دور البرلمانات في مواجهة التحديات المعقدة التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية.
وشدد رئيس مجلس المستشارين، الذي يشارك في “المؤتمر الأوروبي لرؤساء البرلمانات” المنظم من قبل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان الأيرلندي، على دور ومسؤولية البرلمانات في مواجهة التغيرات المتسارعة والتحديات المعقدة وحالة عدم اليقين السائدة المتسمة بهشاشة المؤسسات الوطنية، وذلك من خلال ضمان شرعية وموثوقية هذه الأخيرة والالتزام بالمبادئ الأساسية للديمقراطية التمثيلية وضرورة الابتكار والحوار والعمل المشترك لتعزيز المؤسسات وإشراك المواطنين في العملية الديمقراطية.
ولاحظ أن هذا الدور يبدو جليا في الوقت الذي تنقطع فيه العلاقات الحكومية بين الدول المتنازعة، مذكر ا على سبيل المثال بأن الجمعية البرلمانية للمتوسط أتاحت دائم ا إجراء حوار “مستمر وبناء” بين الممثلين البرلمانيين لإسرائيل وفلسطين.
وسجل بأسف أنه على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، يبدو العالم أكثر هشاشة واضطرابا، معتبرا أن الحرب في أوكرانيا، والصراعات المسلحة في أفريقيا، والانقلابات في منطقة الساحل، والتقلبات السياسية العامة، والهجرات الجماعية، والكوارث الطبيعية، وانعدام الأمن الغذائي، وآثار تغير المناخ، كلها تشكل تحديات جماعية تهدد أمن ورفاهية الشعوب، وآفاق مستقبل سلمي للأجيال القادمة.
وبعد أن شدد على ضرورة ضمان شرعية وموثوقية المؤسسات العامة حتى يثق المواطنون في النظام السياسي، أوضح رئيس مجلس المستشارين أن إحدى أهم مهام الجمعية البرلمانية المتوسطية هي دعم الدول الأعضاء في حسن سير العمليات الانتخابية، مذكرا في هذا السياق بدور الهيئة في متابعة العمليات الانتخابية في البوسنة والهرسك وتونس والجبل الأسود وتركيا.
وقال النعم ميارة إنه في هذه الأوقات التي تتسم بالتغير السريع والتحديات المعقدة، فإن رؤساء البرلمانات مدعوون إلى الابتكار والحوار والعمل معا لتعزيز مؤسساتهم، والاستماع إلى مواطنيهم وإشراكهم بنشاط في العملية الديمقراطية.
وأفاد بلاغ لمجلس المستشارين أن هذا المؤتمر يشكل فرصة لترسيخ الحوار البرلماني مع رؤساء البرلمانات والاتحادات المشاركة سواء على المستوى الثنائي مع مختلف الدول الأوروبية أو في إطار التموقع داخل المحافل البرلمانية الدولية، خدمة للمصالح العليا للمملكة المغربية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وإبراز مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
كما كان المؤتمر مناسبة أبرز خلالها رئيس مجلس المستشارين المكتسبات التي حققتها المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك والتي همت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، لاسيما تلك التي جاء بها دستور 2011، من خلال تكريس مبادئ الديمقراطية التشاركية وتعزيز الديمقراطية التمثيلية ودور المرأة والشباب في الحياة السياسية، وكذا مبدأ المساواة بين الجنسين.
وذكر في هذا السياق بمبادرة جلالته الأخيرة المتعلقة بإعادة النظر في مدونة الأسرة من خلال مشاورات تشاركية واسعة، تجسيدا للعناية الكريمة التي ما فتئ يوليها جلالته للنهوض بقضايا المرأة والأسرة بشكل عام.
يذكر أن النعم ميارة يترأس برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي يضم 34 دولة عن منطقتي المتوسط والخليج العربي، للفترة 2023-2024، في إطار المسعى لتعزيز دور مجلس المستشارين في أعمال هذه المنظمة البرلمانية والانخراط في مبادراتها لتحقيق التنمية والاستقرار الإقليميين، ولإبراز الدور الذي تقوم به المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تعزيز القيم المشتركة والحوار والتفاهم بين بلدان المنطقتين وكذا دول الجوار، بما يخدم السلام والاستقرار والتعايش والتنمية المشتركة.
وحضر فعاليات هذا المؤتمر سفير المغرب بإيرلندا، الحسن مهراوي، والأسد الزروالي، الأمين العام لمجلس المستشارين وسعد غازي، مدير العلاقات الخارجية والتواصل.
ويعرف المؤتمر مشاركة 42 رئيسا ورئيسة لمجالس برلمانات وطنية أوروبية وشركاء من دول الجوار واتحادات برلمانية إقليمية ودولية، حيث يناقشون مواضيع مرتبطة بقضايا الديمقراطية التمثيلية والتشاركية في سياق عدم الاستقرار، وموضوع المساواة ومشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.