أشرف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، اليوم الثلاثاء بالداخلة، على مراسم تنصيب السيد علي خليل، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس واليا على جهة الداخلة – وادي الذهب، وعاملا على إقليم وادي الذهب.
وبعد تلاوة ظهير التعيين، أبلغ السيد لفتيت ساكنة هذه الجهة عطف ورضا جلالة الملك على ساكنة الأقاليم الجنوبية، والتي ما فتئت تعبر عن تلاحمها المتين مع العرش العلوي المجيد، وتشبثها بوحدة الوطن ككل لا يتجزأ، منوها بالروح الوطنية العالية والجهود التي يبذلها شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية والمنتخبون وفعاليات المجتمع المدني في تأطير المواطنين والدفاع عن الوحدة الترابية، ثابتين على الحق وأوفياء للبيعة لأمير المؤمنين.
وأشاد السيد لفتيت، في كلمة بالمناسبة، بالسيد خليل لما يمتاز به من مؤهلات عالية وحس مهني وروح للمسؤولية، مما مكنه من نيل الثقة المولوية السامية على رأس الإدارة الترابية لهذه الجهة، مهنئا الوالي الجديد ومعربا عن يقينه التام بأنه سيكون في مستوى المهام الملقاة على عاتقه.
وأكد أن مسؤولية والي الجهة، مسنودا بعامل إقليم أوسرد، تبقى حاضرة بقوة في تتبع إنجاز مختلف المشاريع، والتنسيق بين مختلف المؤسسات المعنية بها، والتنبيه لكل العراقيل المحتملة وفق منظور استباقي يساهم في تذليل مختلف الصعوبات التي قد تواجه العملية التنموية، سنده في ذلك الصلاحيات والمهام المسندة إليه بحكم الدستور والقوانين المعمول بها.
ومن أجل ذلك، دعا السيد لفتيت والي الجهة ومعه جميع مكونات السلطات الترابية بالجهة إلى التحلي بحسن الإنصات، وتجسيد مبدأ القرب تجاه المواطنين، والبحث عن الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة، والقدرة على استشراف الحاجيات والانتظارات الملحة للمواطن في كل المجالات المرتبطة بحياته اليومية، وكذا تقديم الدعم اللازم لعمل مجلس الجهة وباقي المجالس الجماعية.
وأبرز الوزير، من جهة أخرى، الأهمية الاستراتيجية لجهة الداخلة – وادي الذهب باعتبارها نموذجا تنمويا يحظى بالريادة على المستوى الوطني والقاري، لاسيما وأنها أصبحت الآن محطة جذب للاستثمارات الاقتصادية ولسياح من مختلف دول العالم، وكذا محطة إشعاع دولي جعلها مؤهلة لاحتضان مختلف المواعيد الدولية الفكرية منها والثقافية والرياضية.
وأكد أنه، بالنظر إلى عمقها الاستراتيجي، فقد حظيت الجهة، ضمن البرنامج التنموي الذي تم توقيعه أمام جلالة الملك في فبراير 2016، بسلسلة من المشاريع الحيوية التي وصلت كلفتها الإجمالية حاليا إلى 24 مليار درهم، مسجلا أن معدل إنجاز البرنامج التنموي بلغ حوالي 90 في المئة، حيث انتهت الأشغال أو هي في طور الانتهاء بالنسبة لمعظم المشاريع المهمة.
ومن بين هذه المشاريع، يضيف الوزير، إنجاز وتوسعة الطريق الوطنية رقم 1 بين الداخلة والعيون التي تندرج في إطار مشروع الطريق السريع تزنيت – الداخلة، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء، وتعزيز وتقوية التزود بالماء الصالح للشرب وتوسيع شبكة قنوات الصرف الصحي، وتهييء المنطقة الصناعية السلام بالداخلة وتأهيل منطقة للنشاط التجاري واللوجستيك ببئر كندوز والكركرات، وتهييء ميناء الصيد لمهيريز، وبناء خمس وحدات لتثمين منتوجات البحر من الأسماك السطحية، وتأهيل ثلاث قرى للصيد البحري، فضلا عن فتح الاستثمار الخاص في مجال تنمية الصدفيات.
وأبرز السيد لفتيت، في هذا الصدد، أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي انطلقت الأشغال به نهاية 2021 باستثمار يصل إلى 13 مليار درهم، سيشكل طفرة أخرى في اتجاه تطوير جهة الداخلة – وادي الذهب وفتح آفاق واعدة لها مع باقي جهات المملكة، وحتى مع البلدان المجاورة في العمق الإفريقي.
وبعدما أهاب بكل الفعاليات المحلية مد يد المساعدة للوالي الجديد ومختلف مكونات السلطات العمومية، ثم ن السيد لفتيت عاليا تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الصف الذي ما فتئ يبديه سكان الأقاليم الجنوبية العزيزة كدليل على الاستعداد اللامشروط للدفاع عن سيادة المغرب ووحدة ترابه.
حضر مراسم التنصيب، على الخصوص، عامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، وممثلو السلطة القضائية ومهن العدالة، ورؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة والغرف المهنية، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وفعاليات من المجتمع المدني.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.