افتتحت، مساء أمس الخميس، بلشبونة، عملية كبرى لترويج وتسويق منتجات الصناعة التقليدية المغربية التي يحتضنها متجر “El Corte Inglés” المرموق بالبرتغال، وذلك بحضور شخصيات بارزة من آفاق مختلفة.
وتأتي هذه العملية، التي تنظم خلال الفترة مابين 02 و26 نونبر الجاري في إطار الشراكة الاستراتيجية، والتي تم التوقيع عليها في دجنبر 2022 بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودار الصانع ومجموعة El Corte Inglés، وبدعم من سفارة المغرب في لشبونة، ضمن المبادرات المتخذة للترويج للصناعة التقليدية المغربية على الصعيد الدولي، وتستهدف بشكل خاص السوق البرتغالي، حيث تسلط الضوء على تنوع مهارات الصانع التقليدي المغربي.
وفي كلمة بالمناسبة، قال سفير المغرب بلشبونة، عثمان أباحنيني، أن تنظيم هذه العملية الترويجية لا يشكل احتفاء بالصناعية التقليدية المغربية فحسب، بل أيضا بالتعاون المثمر الذي مكن من احتضان هذا المتجر المؤقت للمنتجات الصناعة التقليدية المغربية في أحد أهم مراكز التسوق البرتغالية El Corte Inglès المرموق.
وسجل أن “هذا المتجر المؤقت ليس مجرد فضاء تجاري فحسب، بل هو مكان نابض بالحياة والثقافة والتاريخ والموهبة الاستثنائية للحرفيين المغاربة ويجسد جوهر الإبداع والأصالة المغربية”.
وأشار السيد أبا حنيني إلى أن الصناعة التقليدية المغربية تشكل ثروة وطنية عريقة وتعكس تنوع وغنى الموروث الثقافي المغربي الزاخر، مسجلا أن “قطاع الصناعة التقليدية المغربية شهد طفرة حقيقية على مر السنين. وهو يجسد الآن جوهر تراثنا وإبداع الحرفيين المغاربة، وذلك بفضل مهارات الصانع التقليدي المغربي وشغفه وقدرته على الخلق والإبداع، والذي جعل الصناعة التقليدية المغربية تتطور نحو المزيد من التحديث والعصرنة، لكن دون أن تفقد أصولها وهويتها”.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن اختيار مدينة لشبونة لاستضافة هذه العملية تحكمت فيه عدة عوامل، منها علاقات الصداقة والتعاون المتينة التي تربط المغرب والبرتغال، والتطور اللافت للعاصمة البرتغالية التي أضحت عاصمة عالمية جذابة تقدم ثقافة غنية وتاريخا رائعا وتعرف إقبالا كبيرا للسياح من جميع أنحاء العالم، فضلا عن القيمة التي تمثلها مجموعة متاجر (El Corte Ingles) باعتبارها الفضاء التجاري الأكثر تميزا بلشبونة.
وأكد أن هذا الاختيار لا يقتصر على اعتبارات تجارية بحتة، بل يعبر أيضا عن الرغبة في الترويج للصناعة التقليدية المغربية ومن خلالها التاريخ المشترك مع البرتغال، معتبرا أنه من خلال “تعزيز التبادلات الثقافية، فإننا نعزز العلاقات التي توحد بلدينا ونساهم في تحقيق تفاهم متبادل أعمق”.
من جانبه، قال المدير العام لمؤسسة دار الصانع، طارق صديق، أن “تنظيم هذه العملية في متجر “El Corte Inglés” المرموق، يعكس حجم الاهتمام والثقة والمكانة التي تحظى بها الصناعة التقليدية والحرف اليدوية المغربية ذات الحمولة الثقافية والتاريخية، والتي تشهد إقبالا متزايدا في جميع بلدان العالم”.
وأضاف السيد صديق أن دار الصانع تنظم هذه العمليات من أجل التعريف بالمنتوج المغربي والترويج لإبداعات ومهارات الصانع التقليدي المغربي، مشيرا إلى أن هذه العملية التسويقية تشهد إقبالا لافتا من قبل الزوار البرتغاليين.
وأشار إلى أن برمجة هذه العملية خلال فترة الأعياد بأوروبا تؤكد، كذلك، على الاهتمام المتزايد من قبل الأسواق الدولية بمنتجات الصناعة التقليدية المغربية، التي تستمر في التكيف والتطور قصد الاستجابة لمتطلبات وتوقعات الزبائن المتغيرة والمتزايدة.
أما مدير مركز التسوق “El Corte Inglés”، نونو سيرا سانتوس، فقد عبر عن سعادته لاستضافة هذ المتجر المتنقل الذي يعرض المنتجات التقليدية المغربية المتفردة والأصيلة، مشيرا إلى أن هذا المعرض يكتسي قيمة رمزية ويروج لصورة المغرب، البلد الاستثنائي الزاخر بالإبداع والتميز.
وأضاف أن مركز التسوق البرتغالي سعيد للإسهام في الترويج للصناعة التقليدية المغربية التي تعد قطاعا استراتيجيا للاقتصاد والسياحة والثقافة، ودعم الصناع والحرفيين المبدعين المغاربة، وكذا تتثمين رأس المال المادي المهم للمغرب.
وتشكل المساحة المخصصة للصناعة التقليدية المغربية داخل متجر El Corte Inglés، والتي تم تهيئتها على شكل متجر مؤقت (pop-up store) على مساحة 110 متر مربع، فضاءا فريدا يستحضر ألوان وإيحاءات من مختلف جهات المملكة، حيث تم تأثيث هذا الفضاء بمنتجات 33 تعاونية ومقاولة ووحدة إنتاج، والتي تم ترتيبها بعناية وتقديمها تحت علامة “My Tindy”، التي تكفلت بإدارة هذا المتجر المؤقت.
وتتيح هذه العملية الفرصة أمام آلاف الزوار الذين يتوجهون إلى هذا المتجر المرموق لاكتشاف أحدث إبداعات الصانع التقليدي المغربي في مجال فن المائدة وصناعة المنتجات الجلدية والملابس ومستحضرات التجميل الطبيعية والمستلزمات المنزلية والديكور، حيث أن المنتجات المعروضة تنتمي لمجموعة واسعة من العلامات المغربية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.