25 نوفمبر 2024

أطفال منطقة الحوز المتضررة من الزلزال يحلون ضيوفا على قسم الجمهور الناشئ في مهرجان مراكش الدولي للفيلم

أطفال منطقة الحوز المتضررة من الزلزال يحلون ضيوفا على قسم الجمهور الناشئ في مهرجان مراكش الدولي للفيلم

في بادرة تكرس دور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في تقريب الفن السابع من الناشئة، حل 740 من أطفال منطقة الحوز المتضررة من زلزال 8 شتنبر الماضي، اليوم السبت، ضيوفا على عروض الدورة العشرين للمهرجان الخاصة بسينما “الجمهور الناشئ”.

تلاميذ وتلميذات في عمر الورد ممن تأثروا جراء تداعيات الزلزال قدموا صباح اليوم على متن حافلات خاصة بتأطير من مديري مؤسساتهم وأساتذتهم، إلى سينما كوليزي بالمدينة الحمراء، ليعيشوا تجربة متفردة يتيحها لهم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويكتشفوا سحر السينما وأجواء قاعاتها الخاصة التي لم يعهدوا مثلها من قبل.

بكثير من اللهفة، ومثله من الدهشة، ولج هؤلاء الأطفال إلى قاعة السينما وفتحوا عيونهم الصغيرة على الشاشة الكبيرة حيث وجدوا أنفسهم على موعد مع الفيلم الياباني “عالم آريتي السري” لمخرجه هيروماسا يونيباياشي، الذي يحكي عن قيمة الصداقة وأثرها الإيجابي في حياة الإنسان.

هي حالة التلميذ لحسن، ذي الاثني عشر ربيعا، الذي عبر في تصريح عفوي لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سعادته مع أقرانه بالقدوم إلى السينما لأول مرة في حياته.

“ألفت مشاهدة الأفلام على الهاتف والتلفاز، لكنني اليوم أمام شاشة كبيرة، إنها تجربة رائعة بالنسبة لي”، يقول لحسن وهو على مقعده في صالة السينما وعينه تتطلع إلى شاشتها الضخمة. ويضيف “أنا وأصدقائي فرحون بالقدوم هنا. كما نشكر جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على تضامنه خلال فترة الزلزال”.

الفرحة نفسها عبرت عنها التلميذات الحاضرات حتى قبل الولوج إلى القاعة وهن بصدد النزول من الحافلة التي أقلتهم، وحناجرهن الصغيرة تهتف باللازمة الدراجة على ألسن المغاربة حين يحلون ضيوفا في لحظات الفرح “ها حنا جينا، لاتقولوا ما جينا”.

على أن بادرة استقبال المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لهؤلاء التلاميذ والتلميذات كانت أيضا محط تنويه من طرف الطاقم التربوي المشرف على تدريسهم، سيما أنها تندرج في سياق خاص بصمته التداعيات التي خلفها زلزال الحوز.

يقول سالم عباد، مدير الثانوية الإعدادية والتأهيلية (تينمل) بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحوز، التي تضررت بشكل كبير من زلزال 8 شتنبر، وتم نقل تلاميذها إلى مدراس أخرى بمديرية مراكش، إن هؤلاء التلاميذ في حاجة ماسة إلى حضور مثل هذه الأنشطة التربوية، سيما وأن الزلزال خلف تداعيات على نفوسهم.

ويوضح المسؤول التربوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حضور عرض سينمائي مثل هذا يساعد هؤلاء التلاميذ على الترويح عن النفس، ويفتح أعينهم على عالم الفن السابع، بل وقد يغري بعضهم لصقل مواهبه والالتحاق به يوما، مضيفا بالقول “نحن والأطفال فرحون بهذه البادرة” من جانب القائمين على المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

من جهتها، قالت السيدة آن ديلسيت، عن الجهة المنظمة، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دأبت منذ سنوات تنظيم قسم خاص بالعروض الموجهة للناشئة، حيث تستقبل هذه التظاهرة كل سنة تلاميذ مدارس المدينة الحمراء ودور الأيتام بها وكذا تلاميذ العالم القروي للاستمتاع بالسينما والإفادة من الدروس التي تقدمها الأفلام التي يتم عرضها بالمناسبة.

وأبرزت ديلسيت أنه في سياق تداعيات الزلزال الذي عرفته منطقة الحوز في شتنبر المنصرم، كانت هناك رغبة لدى المؤسسة لتخصيص التفافة خاصة في هذه الدورة للأطفال المتضررين من الزلزال، ليحضروا بدورهم فعاليات المهرجان الذي يفتح أبوابه مجانا لعموم الجمهور من مختف الأعمار.

يشار إلى أن برمجة قسم سينما الجمهور الناشئ ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تهدف إلى زيادة الوعي لدى جمهور الغد عن طريق الفن السابع. ويقدم هذا القسم للمتمدرسين فرصة اكتشاف السينما ابتداء من أول تجربة داخل قاعة السينما المظلمة بالنسبة للصغار إلى عروض أفلام تعقبها مناقشات بالنسبة لتلاميذ السلك الثانوي.

وإلى جانب فيلم “عالم آريتي السري”، تتضمن برمجة قسم سينما الجهور الناشئ في هذه الدورة من المهرجان الذي يتواصل إلى غاية 2 دجنبر المقبل، أفلاما أخرى هي “ابنة والدها” للمخرج الفرنسي إروان لودوك، و”دينا وأميرة حلب” لماريا ظريف وأندري قاضي (كندا، فرنسا)، و”نينا وسر القنفذ” لآلان كانبول وجون لو فيليسيولي (فرنسا، لوكسمبورغ)، و”الجمل والطحان” لعبد الله عليمراد من إيران، و”ميكا” لإسماعيل فروخي من المغرب.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.