التأم حوالي مائة شاب وشابة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط منذ أمس الجمعة بالصويرة، في جو من النقاش وتبادل الأفكار والتأمل، وذلك بمناسبة الدورة السابعة للمنتدى الأورومتوسطي للقادة الشباب.
ويهدف هذا المنتدى، الذي تنظمه السفارة الفرنسية بالرباط والمعهد الفرنسي بالمغرب، بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور وجمعية “Marocains Pluriels” ومؤسسة السقاط، إلى أن يكون منصة لتعزيز الحوار بين الأجيال وخلق شبكات للشباب المنخرط في إطار مبادرات مواطنة، ونقل قيم الاحترام والتسامح.
وفي كلمة خلال افتتاح هذه التظاهرة، سلط مستشار جلالة الملك، الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، الضوء على قيم التسامح والسلام والعيش المشترك، التي تشكل جوهر مدينة الصويرة.
وتوقف السيد أزولاي عند غنى التراث الثقافي والديني الذي تتمتع به المملكة، مشددا على ضرورة العمل على إشعاع هذا التراث، الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين ونقله للأجيال القادمة، لا سيما في السياق الحرج الذي يشهده العالم.
من جهته، أشار سفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتييه، إلى أن المنتدى الأورومتوسطي للقادة الشباب أصبح في غضون سنوات قليلة إطارا ملائما للتعبير عن الأفكار والتفاعل والتداول في الإجابات الممكنة لمختلف التحديات المطروحة.
وأضاف أن هذا المنتدى أصبح متجذرا في المشهد المغربي والمتوسطي لمناقشة الأفكار والتبادل بين شباب المنطقة، داعيا إلى مزيد من الثقة في الشباب، وإيلاء الاهتمام بما يقومون به على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ومواكبتهم من أجل مستقبل مستدام.
من جانبه، ذكر عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس فيما يتعلق بتعزيز قيم الانفتاح والتسامح والوسطية والحوار بين الأديان.
كما أبرز ما يتمتع به الشباب المغربي من عبقرية وقدرات ومواهب، مشددا على أهمية الحفاظ على روح التفاؤل والإصرار على مواجهة التحديات المستقبلية.
وتخللت هذه التظاهرة شهادات لشباب مغاربة وأجانب شاركوا الحضور تجاربهم في مجال الانخراط في الحياة المدنية والعمل الجمعوي وخلق التعاونيات والمقاولات.
ويقدم هذا المنتدى، الذي يتميز بمشاركة متدخلين مرموقين ومثقفين ورؤساء المقاولات وفاعلين من المجتمع المدني، الفرصة لمناقشة القضايا الراهنة الرئيسية مع الشباب المغاربة.
وبحسب المنظمين، فإن المنتدى يشكل فضاء للتبادل والتحفيز، من أجل تشجيع خلق شبكة للشباب الملتزم ببناء مستقبل الفضاء المتوسطي.
وتركز هذه النسخة، التي تتمحور حول “التنمية المستدامة، الاقتصاد الدائري والمساواة”، على التزام وعمل الشباب من كلا الضفتين حول مواضيع متنوعة بما في ذلك تعزيز قدرات الشباب وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحماية البيئة.
ويتضمن برنامج المنتدى موائد مستديرة ولقاءات وورشات تكوينية في المقاولة الاجتماعية، وهو ما سيمكن المشاركين من تعزيز مهاراتهم من أجل تنفيذ مشاريعهم بشكل جيد.
و م ع