أجمع المشاركون في لقاء نظمته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الأحد بدبي، في اطار مؤتمر الاطراف في اتفاقية الامم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28)، أن القارة الإفريقية التي تبقى الأكثر عرضة لتداعيات التغيرات المناخية والأقل استفادة من التمويل، تزخر بالفرص الكفيلة بتعزيز الحلول والاستجابة المناخية.
وأكد المتحدثون خلال هذا اللقاء المنظم تحت عنوان “الحصيلة الإفريقية في مجال العمل المناخي: النجاحات والفرص”، أن إفريقيا بحاجة إلى التكيف وإلى التمويل، وهي أيضا قادرة على إيجاد حلول ناجعة لإشكالية التغيرات المناخية التي تواجه العالم.
واستعرضوا التقدم الذي أحرزته القارة في ما يتعلق بالعمل المناخي، وأبرزوا في هذا الصدد تسجيل نقلة نوعية في الخطاب حول أفريقيا.
كما سلطوا الضوء خلال هذا الحدث المنظم بالتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية، على ما راكمته القارة الافريقية في مجال العمل المناخي منذ اتفاق باريس حول المناخ حيث أصبحت جزءا مهما من نهج مستقبلي موجه نحو البحث عن حلول مبتكرة في إطار التقييم العالمي.
وفي هذا الصدد قال أيمن الشرقاوي، مدير المركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في البيئة ، الذي تولى إدارة هذا اللقاء ، إنه من الضروري تسليط الضوء على الإجراءات المتخذة على مستوى القارة الإفريقية وأن نكون داخل القارة جزءا من دينامية إيجابية للنجاح والفرص في هذا الصدد”.
وعرف هذا الحدث بالخصوص مشاركة متدخلين رفيعي المستوى من ضمنهم السيدة ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والسيدة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28 ، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والسيد شكيب لعلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وشكل مناسبة لاستعراض الحلول الناجعة والنوعية للتصدي للتغيرات المناخية، وفق مقاربة تشاركية ينخرط فيها القطاع الخاص والسلطات المحلية والمجتمع المدني لبناء مجتمع أكثر نجاعة من أجل إفريقيا ومن أجل العالم.
كما شكل مناسبة لتقديم شركات إفريقية ناشئة، استفادت من دعم برنامج حضانة مركز الشباب الأفريقي للمناخ، (AYECH)، وكذا لإبراز الإجراءات التي اتخذتها المؤسسات المالية من أجل تسيير ودعم وتسريع العمل المناخي والقدرة على الصمود.
ويأتي تنظيم هذا الحدث، من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، في إطار رؤية للالتزام الإيجابي بالعمل المناخي في المغرب وفي إفريقيا، انسجاما مع الرؤية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المجال.
يذكر أن المغرب استضاف مؤتمر المناخ في دورته السابعة عام 2001، بمراكش ثم مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين في نفس المدينة سنة 2016. وعلى مدى كل هذه السنوات ظلت المؤسسة ملتزمة بتسليط الضوء على الأعمال الملموسة التي تقوم بها جهات مغربية أو أجنبية في مجال العمل المناخي.
ويهدف مؤتمر (كوب 28) الذي ينظم في دبي من 30 نونبر إلى 12 دجنبر 2023، لتوحيد الجهود العالمية وتحديد فرص التعاون لإيجاد الحلول للتحديات المناخية.
ويشهد المؤتمر أول تقييم عالمي لتحديد مدى التقدم في تنفيذ خطط العمل المناخي لمواجهة الاحتباس الحراري.كما يشكل فرصة لتعزيز العمل المناخي لضمان مستقبل مستدام.
و م ع