25 نوفمبر 2024

Digital Now.. الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي يعكس هيمنته على التحول الرقمي

Digital Now.. الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي يعكس هيمنته على التحول الرقمي

أكد المشاركون في جلسات النقاش، المنظمة في إطار الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي “Digital Now”، أمس الخميس بالدار البيضاء، أن الانتشار الواسع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي يعكس هيمنته على التحول الرقمي.

وخلال عرض افتتاحي لجلسات النقاش حول موضوع “التحول الرقمي للمقاولات الصغرى والمتوسطة: رهان من أجل البقاء”، أوضح الخبير في التحول الرقمي، ناصر كتاني، أن التكنولوجيا الرقمية قابلة للتشغيل البيني بفضل البيانات التي يمكن دمجها وربطها.

وأورد السيد كتاني أنه في صلب التطور الاقتصادي الراهن، تعيد المقاولات تحديد نماذج أعمالها بشكل جذري وتدمج التكنولوجيا المتسارعة التي تحول المشهد التجاري، مبرزا أن هذا الترابط غير المسبوق تترتب عنه نتائج ملحوظة، الأمر الذي يجعل العالم الرقمي منظومة تتسم بالوفرة.

وأضاف أن التحول إلى الرقمنة يستدعي طاقة حسابية هائلة، وهنا يأتي دور الحوسبة السحابية “Cloud Computing”، حيث توفر سرعة ومرونة لا مثيل لهما، مشيرا إلى أن هذا الانتقال الرقمي ليس مجرد ضرورة بل فرصة لإعادة الابتكار، نظرا لأنه يسمح بتسريع العمليات واستكشاف إمكانات مجهولة بسرعة غير مسبوقة.

وأبرز أن الابتكار لا يقتصر على المنتجات والخدمات فحسب، إذ أنه يمتد ليشمل الطريقة التي تفكر بها المقاولات وتعمل وفقها، لذلك أصبحت التكنولوجيا الرقمية رافعة تحول عميق يدفع المقاولات إلى آفاق جديدة ويفتح إمكانيات غير متوقعة.

وفي السياق ذاته، أشار نائب المدير العام لشركة ” N+one Data”، رضا بن طلحة، خلال جلسة نقاش بعنوان “التكنولوجيا كرافعة لأداء المقاولات الصغرى والمتوسطة، والاتصال كعامل نجاح رئيسي وأدوات إنجاح التحول الرقمي”، إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، عرف مشهد المقاولات الصغرى والمتوسطة تحولا ملموسا، مع تزايد الاهتمام بالرقمنة، الأمر الذي يفسر إلى حد كبير بتأثيرات كوفيد 19، الذي اضطلع بدور جوهري في تغيير عقليات المقاولات الصغرى والمتوسطة، إذ دفعهم إلى أخذ التعهيد بعين الاعتبار وبجدية، والتشبث بإمكانات السحابية.

وأضاف السيد بن طلحة أن الانتقال إلى السحابة لم يعد حكرا فقط على المقاولات الكبيرة، وأن مزودي الخدمات السحابية العالميين يلتزمون بتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة وتمويلها من أجل مساعدتها على اعتماد هذه التقنيات دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.

وتابع أن السحابة، في الواقع، تقدم مزايا لا يمكن إنكارها من حيث التكاليف، مقارنة بحلول داخلية.

وأورد أنه “مع ذلك، فإن الجانب الأكثر أهمية يتمثل في سرعة ولوج السوق (استراتيجية الذهاب إلى السوق). ولقد اتخذت العديد من المقاولات بالفعل خيارا ذكيا بالانتقال مباشرة إلى السحابة لإطلاق أنشطتها، ما مكنها من توفير وقت كبير وتعزيز مرونتها في مواجهة سوق دائم التغير”.

وخلص إلى أن الانتقال إلى السحابة والاستثمار في الذكاء الاصطناعي يثبتان أنهما رافعتان أساسيتان للقدرة التنافسية للمقاولات الصغرى والمتوسطة ونموها في مشهد اقتصادي يعرف تطورا مستمرا.

وخلال مداخلتها في جلسة نقاش حول “المضي قدما وزيادة الإنتاجية عبر الذكاء الاصطناعي”، شددت نائبة المدير العام للشركة الاستشارية ” BCP Consulting”، هدى بنونة، على ضرورة اعتماد الإدارة العليا بالمقاولة للذكاء الاصطناعي بفعالية، لكونه ركيزة أساسية لرفع الإنتاجية والتميز بين المنافسين وتحسين العلاقات مع الزبناء.

وقالت: “يجب أن يتخطى هذا التوجه نحو الذكاء الاصطناعي الخطابات ليصبح التزاما مشتركا بين جميع الأطراف المعنية. وفي هذا الصدد، فإن أصحاب المقاولات مدعوون إلى إدراك أهمية هذا الانتقال”.

وفي السياق ذاته، أكدت أن المتعاونين، وهم الفاعلون الرئيسيون في هذا التحول، يظهرون بالفعل اهتماما بارزا بالذكاء الاصطناعي وسهولة الولوج إلى هذه التكنولوجيا، خاصة في قطاعي التمويل والموارد البشرية، مما يدفع إلى إعادة التفكير في تجربة الموظفين، مشددة على أنه من الضروري تبسيط حياتهم اليومية من خلال تسهيل الوصول إلى هذه الأدوات والاستثمار في برامج تكوينية موازية تروم إعدادهم لمناصب جديدة.

وشكلت هذه الدورة، المنعقدة يومي 20 و21 دجنبر تحت شعار “المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في العصر الرقمي: إطلاق العنان للمؤهلات، وإلهام الابتكار”، حدثا رائدا لمنظومة التحول الرقمي بالمغرب.

ويمثل هذا الملتقى، المنظم بمبادرة من نادي المسيرين، من أجل التحول الرقمي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة بالمغرب، أيضا نقطة التقاء أساسية للمهنيين المنخرطين في التنمية الرقمية والمقاولاتية للمغرب.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.