برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين جلالة الملك من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بمناسبة اختتام أشغال الدورة العادية الـ32 للمجلس
توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، وذلك بمناسبة اختتام أشغال الدورة العادية الثانية والثلاثين للمجلس.
وفي هذه البرقية، رفع السيد يسف، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المجلس العلمي الأعلى وسائر علماء المملكة، إلى جلالة الملك، “فروض الطاعة والولاء، وأعمق مشاعر المحبة والصفاء، وأسمى آيات التعلق والوفاء، سائلا الله العلي القدير أن يمن على جلالتكم بمزيد من النصر والتأييد ومزيد من التوفيق والتسديد، وأن يكلأكم بعينه التي لا تنام، ويجعلكم في حرزه الذي لا يرام وكنفه الذي لا يضام وأن يسبل عليكم أردية الصحة والعافية، ويسبغ عليكم نعمه الظاهرة والخافية”.
ومما جاء في البرقية “مولاي أمير المؤمنين، لقد اجتمع المجلس العلمي الأعلى، الذي أسستموه على تقوى من الله ورضوان، ورصعتم جبينه، ورفعتم هامته بإكليل رئاستكم ورسمتم له طريق العمل الجاد الهادف المفيد الجامع، بتوجيهاتكم السديدة الحكيمة، وإرشاداتكم النيرة القويمة في دورته العادية هذه بمقره الجديد، الذي يعتبر معلمة معمارية حضارية فائقة، وتحفة فنية رائقة، وهو مبرة جديدة من مبراتكم وحسنة أخرى من حسناتكم والمؤسسة العلمية تعتز أيما اعتزاز بهذه الالتفاتة المولوية الكريمة وتعتبرها أمارة أخرى من أمارات عنايتكم الكريمة، بعلماء مملكتكم الشريفة، ووساما ذهبيا آخر حليتم به صدرهم، ورفعتم به مكانتهم”.
وأضاف السيد يسف أن أعضاء المجلس العلمي الأعلى تجندوا خلال هذه الدورة لدراسة القضايا الواردة في جدول أعماله، الذي شغلت فيه حيزا كبيرا من الاهتمام، خطة التبليغ من أجل إرساء دعائم الحياة الطيبة التي وعد الله بها في الدنيا والآخرة في قوله : “من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”، إلى جانب موضوعات أخرى.
وأبرز الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى أن العلماء قد أبانوا عن غيرتهم الدينية والوطنية، ورغبتهم الصادقة في ترسيخ ثوابت ومقدسات واختيارات المملكة المغربية الشريفة، وحماية وحدتها الدينية والوطنية، وصيانة هويتها الحضارية والدفاع عن قضاياها العادلة وعلى رأسها الوحدة الترابية، ومغربية الصحراء، مستنيرين بتوجيهات جلالة الملك النيرة، وأفكار جلالته الرائدة.
ومما جاء في البرقية، أيضا، “إن علماء مملكتكم الشريفة، وهم يجددون ترحمهم على شهداء زلزال الحوز والمناطق المجاورة له، لينوهون بالطريقة الحكيمة المتبصرة التي عالجتم بها هذا الحدث الأليم، وأعدتم بها الأمل إلى القلوب والابتسامة إلى الوجوه، وجددتم بها ما تأصل في أخلاق رعاياكم الأوفياء من تعاون وتراحم وتضامن”.
وقال السيد يسف إن “العلماء يعتزون أيما اعتزاز بمواقفكم الثابتة الصادقة من القضية الفلسطينية، واستنكاركم العدوان على قطاع غزة، ودعمكم المتواصل المادي والمعنوي لأشقائنا الفلسطينيين، وإصراركم الثابت على حل الدولتين لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده، باعتباركم رئيس لجنة القدس، كما يعتزون بكل مبادراتكم الرائدة الموفقة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية خاصة وقضايا الإنسانية عامة”.
وأضاف أن العلماء يباركون الخطوات الموفقة لجلالة الملك، ويعتزون بمواقف جلالته المتبصرة، و”يشكرون الله ويحمدونه على ما حلاكم به من الشفقة والرحمة والجد والصدق والإخلاص، والرزانة والثبات، وبعد النظر، وألمعية الرؤى والاستبصارات والروح الوطنية والإنسانية العالية، وحب الناس، كل الناس، وإرادة الخير لهم؛ ويثمنون مبادراتكم التنموية الناجحة، ومسيراتكم البانية الجامعة المظفرة، ويعاهدون الله ويعاهدون جلالتكم على أن يظلوا جنودا مجندين وراء جلالتكم يدينون الله بطاعتكم وتنفيذ أوامركم، ويتقربون إليه بمحبتكم والالتفاف حول عرشكم”.
وتضرع السيد يسف إلى الله عز وجل بأن يديم جلالة الملك “حصنا حصينا، وملجأ أمينا، وذخرا ثمينا لشعبكم الوفي الملتف حول عرشكم والمتفاني في محبتكم، وأدامكم للشعوب الإفريقية الشقيقة التي وجدت فيكم الناصح الأمين والرائد الذي لا يكذب أهله، وأدامكم للإسلام والمسلمين، وللبشرية كلها”.
كما تضرع الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى إلى الله تعالى بأن يقر عين جلالة الملك وعيون المغاربة أجمعين بحفظ ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يقوي عضد جلالته ويشد أزره بصنوه الرشيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وباقي الأسرة الملكية الشريفة، وبأن يتغمد الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة جلالة الملك محمد الخامس، وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.