شكل موضوع “داء السل والحالات السريرية” محور النسخة الأولى من الأيام العلمية التي نظمها، أمس السبت، المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالداخلة.
وتندرج هذه التظاهرة العلمية، المنظمة بتعاون مع المندوبية الإقليمية للصحة بوادي الذهب، في إطار الجهود الرامية إلى تسليط الضوء على داء السل والتعريف بمخاطره وطرق علاجه والحد من وتيرة انتشاره، تزامنا مع تنزيل المخطط الاستراتيجي الوطني 2024-2030 للوقاية من داء السل ومكافحته.
وقال المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بالداخلة – وادي الذهب، مرتضى جبار، إن تنظيم هذا الحدث العلمي يندرج في إطار انفتاح المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالداخلة على محيطه الاجتماعي والأكاديمي، وانخراطه الفعال في الدينامية التي يعرفها القطاع الصحي على المستويين الوطني والجهوي.
وأضاف السيد جبار، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اليوم الدراسي يأتي في سياق المبادرات الرامية إلى تعزيز العرض الصحي على صعيد جهة الداخلة – وادي الذهب، من خلال تحسين مستوى التكوين العلمي للأطر الصحية التابعة للمعهد، وكذا تحيين المعلومات الطبية لدى الأطر المشاركة في هذا اللقاء.
من جهته، تناول الطبيب المتخصص في علم الأوبئة بالمديرية الجهوية للصحة، لعروسي كزوم، داء السل من الجانب الحقوقي، مذكرا باتفاقية الشراكة التي تم التوقيع عليها، مؤخرا، بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بهدف الحد من التمييز ضد الأشخاص المصابين بهذا الداء.
وأكد على أهمية اللجوء إلى آليات حقوق الإنسان لإزالة الحواجز التي تحول دون الاستجابة لداء السل، مسلطا الضوء على المحددات الاجتماعية والهيكلية لانتشار هذا الداء، والمتمثلة على الخصوص في الظروف السوسيو-اقتصادية غير المشجعة (الفقر، سوء التغذية، التلوث، الاكتظاظ، السكن غير اللائق..).
ودعا السيد كزوم، في هذا الصدد، إلى اعتماد مقاربة جديدة وشاملة ترتكز على آليات حقوق الإنسان التي من شأنها حماية المريض ومساعدته على تجاوز كل المعيقات، وبالتالي الولوج الآمن والسلس لمختلف العلاجات الطبية، لاسيما بالنسبة للفئات الاجتماعية الهشة، والمهاجرين، والسجناء، والمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
من جانبها، أكدت الأستاذة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالداخلة، سكينة المعزوزي، أن هذا اليوم الدراسي يستهدف تحسيس طلبة المعهد والفاعلين في القطاع الصحي، ومن خلالهم الساكنة المحلية، بضرورة تضافر الجهود للحد من انتشار داء السل، باعتباره أحد الأوبئة الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان.
وأوضحت السيدة المعزوزي، في هذا الإطار، أن مكافحة داء السل تتطلب تعبئة قوية ومتواصلة من طرف جميع الفاعلين والمتدخلين، لاسيما السلطات الصحية، ومهنيي القطاع الصحي، وهيئات المجتمع المدني، والمرضى وعائلاتهم.
وأبرزت أن المغرب حقق تقدما مهما في جهوده الهادفة إلى محاربة داء السل، بعدما تمكن منذ سنة 2000 من خفض نسبة حدوث المرض بـ 34 في المئة، ونسبة الوفاة بـ 68 في المئة، مشيرة إلى أن المملكة منخرطة بقوة لمواجهة التحديات المرتبطة بالكشف والعلاج والوقاية من داء السل المقاوم للأدوية.
وأكدت باقي المداخلات خلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من الفاعلين في المجالين الصحي والجمعوي والقناصل المعتمدين بالداخلة، أن داء السل لا يزال يمثل تحديا عالميا للصحة، مما يستوجب معه نهج مقاربة شاملة في مجال الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال، من خلال الاستثمار في الأبحاث والتحسيس والولوج إلى علاجات ذات جودة.
و م ع