شكل تخليد الذكرى الستين للتوقيع على الاتفاقية الثنائية حول اليد العاملة بين المغرب وبلجيكا، والتي سيتم الاحتفال بها يوم 17 من فبراير الجاري، محور ندوة عقدت أمس السبت ببروكسيل.
وعرف هذا اللقاء، المنظم في إطار النسخة الثامنة من معرض العقار المغربي ببروكسيل (سماب إكسبو 2024)، مشاركة خبراء وشخصيات سياسية أكدوا على أهمية الاحتفاء بهذه الذكرى، في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المملكتين.
وأبرز وزير الدولة البلجيكي، أندري فلاهو، أهمية مساهمة المهاجرين المغاربة في جميع المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية والثقافية ببلجيكا، مشيرا إلى أن الجالية المغربية ساهمت بقوة في إثراء المجتمع البلجيكي وتنوعه، وفي تعزيز علاقات التعاون والشراكة القائمة بين البلدين.
وأضاف أن “تجربة الاندماج الناجحة للجالية المغربية في المجتمع البلجيكي يمكن أن تشكل نموذجا بالنسبة لباقي البلدان الأوروبية، وذلك في وقت يتسم بتصاعد التطرف والسياسات المناهضة للهجرة”، داعيا إلى الدفاع عن قيم التضامن الأوروبي والأخوة والانفتاح على الآخر.
من جهته، سلط حسن بوستة، الأستاذ المشارك بجامعة لييج، الضوء على الاتفاقية الثنائية حول اليد العاملة الموقعة في 17 فبراير 1964، والتي شكلت نقطة تحول في تاريخ الهجرة المغربية إلى بلجيكا، مع قدوم أعداد كبيرة من المواطنين المغاربة، مسجلا مع ذلك، أن التواجد المغربي في بلجيكا يسبق هذا التاريخ بل ويعود إلى فترة ما بين الحربين العالميتين.
وأكد السيد بوستة على أهمية الحفاظ على ذاكرة الهجرة المغربية إلى بلجيكا، لاسيما لدى الأجيال الجديدة من البلجيكيين-المغاربة، ما يؤكد أهمية تخليد هذه الذكرى التي تسلط الضوء على جانب أساسي من العلاقات القائمة بين البلدين.
من جانبه، تناول مدير مركز الثقافة اليهودية-المغربية ببروكسيل، بول دحان، مسألة تكيف المهاجرين وإدماجهم في المجتمع المضيف، معتبرا أن ذلك يتطلب دائما جهد الانفتاح والحوار مع الآخر، دون التخلي عن الجذور.
وأضاف أن “الهجرة لا تعني الانتقال من هوية إلى أخرى، بل تطعيمها والانفتاح على الآخر، وعلى ثقافته وقيمه، وذلك من أجل فهم مكانته بشكل أفضل في المجتمع المضيف”.
وتتواصل، اليوم الأحد، فعاليات النسخة الثامنة لمعرض “سماب-إكسبو بروكسيل”، الذي يعرف مشاركة عشرات العارضين من الجهات الـ 12 للمملكة قصد تقديم عرض عقاري متنوع يعكس غنى السوق المغربية.
و م ع