قدمت دار الشعر بتطوان حصيلتها برسم السنوات الثقافية الماضية في ندوة عن بعد شاركت فيها فعالية أدبية وإعلامية وطنية مرموقة، وركزت على ما راكمته المؤسسة من إشعاع وطني ودولي.
وشكلت الندوة، التي جرت مؤخرا بعنوان “دار الشعر بتطوان .. ست سنوات من الشراكة بين وزارة الثقافة ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة”، مناسبة لتدارس وتقييم عمل دار الشعر خلال هذه الفترة، والآفاق والرهانات والانتظارات، وما من شأنه أن يحافظ على الزخم الثقافي و الإيقاع الاستثنائي لتنزيل مضمون الاجتهاد المتواصل للدار، التي أضحت واحدة من المؤسسات الثقافية الوطنية الاكثر حضورا في المشهد الأدبي والشعري خاصة، والثقافي بشكل عام.
وفي هذا السياق، أبرز المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، أحمد اليعلاوي، أن دار الشعر استطاعت أن تخلق جمهورا خاصا بالشعر ما فتئ يتابع تطورات القصيدة المغربية وتحولاتها، مثلما استطاعت أن تكرس عادة التوجه إلى الفضاءات الثقافية بشكل أسبوعي، مضيفا أن دار الشعر شكلت نخبة من المهتمين بالشعر والشعراء في مدينة تطوان وغيرها، بفضل الاختيار الجيد للأسماء المشاركة، والصيغ الجديدة والمبتكرة في التنظيم، إلى أن أصبح للشعر حضور وازن في مدينة تطوان والمساهمة في رد الاعتبار للقصيدة المغربية بكل أشكالها.
واعتبر أن دار الشعر أعطت أيضا الفرصة للعديد من الأسماء وللشباب من أجل إسماع صوتهم الشعري، وبفضل برنامجها الشعري المنتظم، تمكنت من ضمان استمرارية الفعل الثقافي في المدينة، بشهادة المتتبعين للحقل الثقافي والعاملين في مجال الإدارة الثقافية.
من جانبه، قال الشاعر والإعلامي حسن الوزاني أن دار الشعر، ومنذ تأسيسها، أصبحت تتوفر على أول مكتبة شعرية متخصصة، وصارت مرجعية في مجالها، الأمر الذي يقتضي استمرار إثراء هذه المكتبة بالأرصدة الوثائقية ذات الصلة، متونا شعرية ودراسات نظرية ونقدية، مشددا على أن جمهور الشعر في المغرب يحضر ويتواجد حينما تقدم له منتوجا جيدا، كالمنتوج الذي تقدمه دار الشعر بفضل التدبير الثقافي الجيد.
ورأى الشاعر والإعلامي عبد اللطيف بنيحيى أن سر نجاح دار الشعر بتطوان إنما يعود إلى المعرفة العميقة للدار ووزارة الثقافة بأسرار الممارسة الشعرية والثقافية في المغرب وانفتاحها على مدن أخرى، مثل طنجة والعرائش وشفشاون والقصر الكبير والدار البيضاء ومكناس ووجدة وغيرها، وعلى مواقع أثرية ومراكز ثقافية.
بالمناسبة عرج مدير دار الشعر في تطوان، مخلص الصغير، على أهم فعاليات المؤسسة منذ ربيع 2016 وخاصة في فترة الجائحة، بناء على مذكرة تفاهم موقعة بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، وأهم التظاهرات والأحداث الثقافية التي تردد صداها في مختلف الدول العربية، وفي أوروبا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن دار الشعر بلورت برامج شعرية ممتدة في الزمن، وفق تصورات ورؤى محددة، وبناء على مشاريع مدروسة، وهي البرامج والفعاليات التي تابعها جمهور عريض في تطوان وباقي المدن الحاضنة لتظاهرات دار الشعر. ومن هذه البرامج التي اشتهرت دار الشعر بتنظيمها، مهرجان الشعراء المغاربة وملتقى الشعر والتشكيل، وملتقى الشعر والمسرح، وليالي الشعر، كما جرى تقديم العديد من الاصدارات الشعرية والنقدية ودواوين شعرية جديدة، وتنظيم تظاهرات “شاعر في الذاكرة” و”شاعر بيننا” و”حدائق الشعر” ، ولقاءات في زمن الجائحة.
المصدر : و م ع