أكد رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الحبيب المالكي، اليوم الأربعاء بالرباط، أن تحقيق هدف إرساء مدرسة “جديدة ” منصفة، جذابة وعالية الأداء، يستدعي “اشتغالنا على نحو مشترك، كشركاء استراتيجيين”، من أجل مواجهة كافة التحديات.
وقال السيد المالكي، في كلمة خلال افتتاح الدورة الرابعة من الولاية الثانية للمجلس، إنه ” كلما كنا متحدين في الاختيارات والأفكار والمبادئ والقيم، كلما كنا أقوى، بشكل يتيح التغلب على الصعاب، مهما كان حجمها، ويمكن من رفع سقف إنجازات وطموحات بلدنا”. وشدد على ضرورة مواكبة كافة الفاعلين للمخططات والسياسات والبرامج ذات الصلة بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وكشف المكاسب والمعيقات، واستحضار المتغيرات والرهانات والحاجيات الآنية والمستقبلية، فضلا عن الاستيعاب الواعي للتحولات المجتمعية والديمغرافية والثقافية التي تعرفها المملكة.
كما أبرز أن هذا الورش الوطني الكبير يقتضي الانخراط الواسع والمسؤول للجميع بحس وطني عال، من أجل كسب هذا الرهان وتحقيق أهداف إصلاح المنظومة التربوية، مسجلا أن ” المدرسة اليوم توجد في صلب المشروع المجتمعي لبلادنا”. وأضاف رئيس المجلس أنه لتدعيم التفكير الجماعي، لا بد من الانكباب على ما يحرص عليه جلالة الملك ، من تعزيز وتقييم ومتابعة تفعيل أهداف الإصلاح، خصوصا تيسير المواكبة اليقظة لإصلاح المنظومة التربوية المتواتر، بنفس تعاوني وثيق، ومواكبة المجهود المبذول في تطبيق المقترحات الواردة بالرؤية الاستراتيجية والمقتضيات المتضمنة في القانون الإطار 51.17 . وأشار إلى أن الطابع الاستراتيجي لعلاقة المجلس مع السلطات الحكومية المشرفة على الشأن التربوي يفرض إيلاء هذه العلاقة ما تستلزمه من عناية خاصة، ذلك أن هذه القطاعات توجد في صلب الفعل التربوي باستمرار، مضيفا أن المجلس يتموقع في صميم سيرورة مستمرة من التفكير والاقتراح، وله ميزة النظرة الخارجية والرؤية الاستراتيجية، “كما أن عمله يتميز بميزات التحليل النقدي والتقييم الموضوعي المستقل، علاوة على إيجابية تركيبته التعددية، ونهجه التشاركي”.
كما أكد السيد المالكي أن تخصيص الدورة الرابعة للمجلس لتدارس الرؤى الحكومية للوضعية الحالية والآفاق المستقبلية للمنظومة التربوية الوطنية على المدى القريب والمتوسط، غايته تعزيز وتقييم ومتابعة تفعيل أهداف الإصلاح، والخلوص لتجلية مكامن القوة والإكراهات التي ينطوي عليها الحاضر، واستشراف الطموحات المشروعة للأمة وانتظارات المواطنات والمواطنين.
وأوضح أن هذه الدورة، التي لا تكتسي أي طابع تقريري، تتوخى ضمان الإسهام الجماعي في تقاسم ثمار اشتغال اللجان الدائمة، من خلال مناقشة وضعية تقدم أشغالها، والنتائج المرحلية لعملها، واقتراحاتها، قصد تعميقها وإغنائها بشكل بناء.
ويتضمن برنامج هذه الدورة سلسلة من العروض لوزراء من مختلف القطاعات حول القضايا الراهنة ذات الصلة بالمنظومة التربوية، بالإضافة إلى عرض حول سير عمل اللجان الدائمة للمجلس.
و م ع