فاطمة الزهراء غازلي.. مهندسة معمارية شابة تشق طريقها بكل ثقة في بلاد الأناضول

قبل 9 أشهر

متسلحة بشغفها بالهندسة المعمارية وروح المغامرة، ‏استطاعت الشابة المغربية، فاطمة الزهراء غازلي، فرض نفسها في مجال شديد المنافسة ‏ببلاد الأناضول. ويعتبر مسار هذه المهندسة المعمارية نموذجا متميزا لنجاح وتألق ‏المرأة المغربية في تركيا.‏

منذ نعومة أظافرها، انبهرت ابنة مدينة الدار البيضاء بسحر وجمالية المعمار المغربي ‏الأصيل، وانجذبت إلى قدرة العمارة على دمج الإبداع والأداء الوظيفي، لخلق فضاءات ‏تروي القصص وتُلهم من يسكنها.‏

وبحكم رغبتها في خوض تجربة متعددة الثقافات واستكشاف آفاق مهنية وشخصية جديدة، ‏اختارت فاطمة الزهراء الانتقال إلى تركيا لاستكمال دراستها العليا في الهندسة المعمارية.‏

فكانت إسطنبول، هذه الحاضرة العريقة التي نجحت في المزج بين الشرق والغرب بشكل ‏فريد، أن تكون وجهة مثالية لمهندسة معمارية طموحة مثل فاطمة الزهراء، حيث استقرت ‏منذ عشر سنوات في مدينة تشهد دينامية معمارية متنامية.

وعن بداياتها في تركيا، تعترف فاطمة الزهراء في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ‏أن الاندماج لم يكن سهلا على الإطلاق، فقد واجهت تحديات جمة نابعة من حاجز اللغة ‏واختلاف الثقافات، إلا أنها تمكنت من التغلب عليها بشجاعة ومثابرة. ‏

وتقول المهندسة المعمارية الشابة ‘”كنت في الثامنة عشرة من عمري عندما وصلت إلى ‏تركيا. واجهت تحديا في الاندماج في ثقافة مختلفة دون إهمال ثقافتي الخاصة، ومبادئي ‏كمغربية. وسرعان ما أدركت أهمية تعلم اللغة التركية لبناء محادثات وعلاقات قوية مع ‏هذا الشعب الكريم والودود، الذي يواجه صعوبة في التحدث بلغات أخرى”.‏

ومع كسر حاجز اللغة التركية، اكتشفت فاطمة الزهراء أن مفتاح النجاح هو الانفتاح على ‏الآخر، وبناء العلاقات مع زملائها في الجامعة أولا، ثم في العمل لاحقا، مما ساعدها ‏بشكل كبير على الاندماج في الثقافة المحلية الغنية.‏

ومن خلال تعلم اللغة، والمشاركة في الفعاليات المحلية، والعمل بشكل وثيق مع الفرق ‏التركية، تمكنت فاطمة الزهراء من التغلب على هذه العقبات وتحقيق النجاح في حياتها ‏المهنية، حيث تشغل اليوم منصب مسؤولية في مكتب هندسة معمارية مرموق بإسطنبول.‏

وتعتقد المهندسة المعمارية أن الاغتراب في دولة أجنبية، عموما، وفي تركيا، على ‏الخصوص، يمكن أن يشكل تجربة غنية على المستوى الشخصي والمهني، شريطة ‏الاستعداد للخروج من منطقة الراحة والتكيف مع البيئة الجديدة، علاوة على الاستثمار في ‏تعلم لغة البلد والانفتاح على الفرص التي تأتي في طريقك.‏

و م ع

آخر الأخبار