نظمت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء بالرباط، لقاء إخباريا لتقديم برنامج “رمضان 2024″، لضمان المواكبة الدينية للجالية المغربية خلال الشهر الأبرك.
وتوخى اللقاء، الذي عرف على الخصوص حضور الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، ورئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، وعدد من ممثلي تمثيليات دبلوماسية بالمغرب، تذكير أفراد البعثة المكونة من 274 جامعيا وواعظا ومقرئا، بمهام المواكبة الدينية للمغاربة المقيمين بالخارج طوال شهر رمضان التي يتعين عليهم الاضطلاع بها على أكمل وجه. وقال مدير بنية التربية والتعدد الثقافي بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، إبراهيم ع ب ار، إن هذا اللقاء يكتسي صبغة تواصلية تروم جعل هذا النشاط الديني الحضاري مناسبة لإحياء صلة الرحم مع “أفراد جاليتنا والتداول في أمور دينهم وقضاياهم الاجتماعية والحياتية طيلة أيام رمضان المبارك”، مشيرا إلى أن المؤسسة حرصت على “ربط تركيبة البعثة من حيث تكويناتها العلمية بالمتطلبات الميدانية الفعلية المعبر عنها من طرف الجالية المغربية في كل بلد على حدة”.
وأوضح أن هذا الأمر يروم توخي “فعالية البرنامج كرافعة للانفتاح على مختلف المجتمعات، وكعامل منتج للمعرفة والاطمئنان الروحي، درءا للانغلاق والانعزال والانحراف”، مضيفا أن المؤسسة اضطلعت بمجال التأطير والتنشيط الديني بمناسبة شهر رمضان، عبر ملاءمة الوعظ الموجه للجالية المغربية للخصوصيات والمتطلبات الميدانية الخاصة بكل بلد.
وتابع أن المؤسسة تحرص على جعل مهمة الوعاظ المبتعثين ذات أبعاد متنوعة تشمل البعد الديني المحض، والبعد التواصلي من خلال الانفتاح على مختلف المجتمعات (جامعات، ووسائل الإعلام، والمؤسسات الدينية الأخرى)، والبعد التربوي الثقافي “تكريسا لمكانة المغرب العلمية وتثمين أدواره الإيجابية ليس فقط في أوساط الجالية المغربية، ومختلف الجاليات العربية والمسلمة، بل وبين أوساط بلدان الإقامة”، مبرزا أن الغاية تتجلى في إعادة إحياء وظائف المسجد “كمؤسسة” منفتحة على التفاعل مع قضايا الفضاء المحيط به.
وبخصوص نمط التدين المغربي، أوضح أستاذ التواصل بجامعة محمد الأول بوجدة، محمد الأخضر الدرفوفي، أن نمط التدين المغربي في التأطير والتكوين الديني يعتبر “نموذجا يحتذى به عالميا، حيث يفد وعاظ على المملكة ليحصلوا على التكوين ويتسنى لهم العودة لبلدانهم، من أجل تحقيق غايات تتجلى في بث سماحة الدين وتحقيق التعايش”. وكشف الأستاذ الدرفوفي، وهو أيضا عضو في بعثة رمضان “2024”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أفراد البعثة الذين يستحضرون خصوصيات بلدان الإقامة في معرض تنزيلهم لما ابتعثوا له، يؤكدون أنهم سيعملون على ضمان “الاتصال بمغاربة المهجر وتجديد الوصل عبر هذا البرنامج الذي ينطوي على إقامة صلاة التراويح، وتنظيم دروس دينية ووعظية”، مشيرا إلى أنه يتغيى أيضا توطيد أواصر مغاربة المهجر مع الهوية المغربية الدينية التي “تجسد وجها من أوجه التلاحم بين المغاربة أينما كانوا”.
من جهتها، أكدت باقي المداخلات على أن هؤلاء الوعاظ والمبتعثين يسهمون من موقعهم في تعزيز الدبلوماسية الدينية، مؤكدة أهمية التعاطي مع قضايا تحظى بالراهنية من قبيل القضايا المتعلقة بالأسرة، وإصلاح ذات البين، مع الحرص على إبراز الدور الحقيقي للواعظ، والمنهج الوسطي المعتدل. وأوضحت أن الغاية تكمن أيضا في حمل الوعاظ على تبني خطاب ميسر ومفهوم ومتناغم مع خصوصيات بلدان الإقامة، على اعتبار أن الجالية المغربية على معرفة واطلاع بأمور دينها ودنياها، مسجلة الحاجة أيضا إلى “مراعاة البيئة” في معرض الإجابة عن استفسارات مغاربة المهجر الشرعية، وتفادي الأمور الخلافية، مع حسن تسويق نموذج التدين المغربي، سيما في صفوف الشباب.
وعلى غرار السنوات الماضية ستوفد مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بعثة مكونة من 274 جامعيا وواعظا وقارئا للقرآن الكريم، من أجل إلقاء المحاضرات وممارسة الأنشطة الدينية طوال شهر رمضان المبارك، في الفترة من 9 مارس إلى 12 أبريل 2024، وذلك تجاوبا مع انتظارات مغاربة العالم بفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والسويد والدنمارك وبريطانيا والمجر والنرويج وأيسلندا.
وتتكون البعثة من 41 أستاذا جامعيا، و38 واعظا حاصلا على الدكتوراه، و 45 خطيبا حاصلا على شهادة الماجستير، و60 خطيبا حاصلا على شهادة الإجازة، على أن يتكلف 60 واعظا بأداء الخطبة وتقديم حصص لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى 30 إماما مكلفا بصلاة التراويح.
يشار إلى أنه منذ سنة 1992 تقدم مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، المواكبة الدينية للمغاربة المقيمين بالخارج طوال شهر رمضان.
و م ع