على الرغم من أن شهر رمضان قد يوحي بتراجع الجاذبية بالنسبة للأجانب والسياح الوافدين، إلا أن العديد من الزوار ينظرون إلى هذه الفترة كفرصة استثنائية لاكتشاف المغرب وخوض تجربة فريدة ومثيرة في صميم الثقافة الإسلامية.
وتعد هذه الفترة فرصة متفردة بالنسبة للمسافرين التواقين للاستكشاف والتعرف على العادات والشعائر، وتذوق الأطباق والوجبات التقليدية وقت الإفطار، وذلك في أجواء ودية تتسم بالكرم، الذي يعد من السمات التي تميز البلاد خلال هذا الشهر المبارك.
وعلاوة على ذلك، فإن هذا الشهر المفعم بالورع والتقوى، يشكل فرصة استثنائية للمشاركة في المناسبات الثقافية والدينية التي تقام خلال هذه الفترة، وكذا الاستمتاع بسحر الأسواق الليلية النابضة بالحياة.
وخلال النهار، يتيح استكشاف المعالم التاريخية والمواقع المتميزة في البلاد خلال هذه الفترة، نظرة فريدة على الثراء الثقافي والتراث المتنوع للمملكة.
وفي المساء، تتيح مشاهدة الأجواء الآسرة لصلاة التراويح وقيام الليل وتلاوة القرآن الكريم الوقوف على هذا البعد الروحي في أبهى تجلياته، وخاصة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
التكيف مع إيقاع العادات المحلية
وللاستمتاع على النحو الأمثل وتجنب أي خيبة أمل مرتبطة بالتغيير في إيقاع الحياة المحلية، يتعين أخذ التغييرات التي قد تحدث على مستوى التوقيت بعين الاعتبار، ولاسيما تلك المتعلقة بأوقات عمل المقاهي والمطاعم والمواقع السياحية والإدارات والمحلات التجارية.
ومن خلال استباق التعديلات المحتملة على أوقات الفتح والإغلاق، والتي قد تشمل التأخير في الصباح والإغلاق المبكر في فترة ما بعد الظهر، أو حتى تعليق العمل طيلة اليوم من أجل إعادة الافتتاح في المساء بعد الإفطار، يمكن للسياح تحقيق أقصى استفادة ممكنة من فترة إقامتهم.
وترى ماريانا، وهي سائحة إيطالية، أن معرفة التغيرات التي تطرأ على التوقيت تعد أمرا جوهريا لقضاء وقت ممتع خال من القلق والمفاجآت غير السارة، مع اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة.
وقالت إن “معظم المواقع والمرافق السياحية تظل مفتوحة خلال هذه الفترة، على الرغم من أن بعض التعديلات قد تطرأ على المواقيت. وبالنسبة للمقاهي والمطاعم، فإن معظمها يغلق أبوابه خلال النهار، قبل أن تفتتح عموما اعتبارا من الساعة 5 مساء”.
وفي هذا السياق، أشارت إلى أنه خارج المسارات السياحية المعتادة، يصعب العثور على أماكن لتناول الطعام خلال النهار، ما عدا في حالة التوجه إلى الفنادق الكبيرة.
ومع ذلك، تقول ماريانا، فإن العلامات التجارية الكبرى تحافظ على ساعات عملها المعتادة، كما أن العديد من المخابز تبقي أبوابها مفتوحة وتقدم مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية، التي من شأنها إرضاء رغبات الزوار.
وعلى الرغم من الإيقاع الذي يكون أبطأ، فإن زيارة المغرب خلال شهر رمضان غالبا ما تنطوي على مغامرة فريدة وثرية، في جو يتسم بالسلام الروحي والهدوء، مما يتيح اكتشاف روعة أوجه أخرى من الثقافة المغربية.
ومع انخفاض التردد على الأسواق والشوارع والمناطق السياحية، فإن السفر عبر بلاد الضيافة السخية يأخذ بعدا جديدا، مفعما بهدوء متفرد وسحر رمضاني.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.