عرض فني بباب الماكينة في افتتاح فعاليات مهرجان فاس للثقافة الصوفية

قبل 7 أشهر

افتتحت مساء السبت بفضاء باب الماكينة فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية وروحانيات العالم بتقديم عرض فني ساحر تميز بمزيج من الإيقاعات الصوفية الإفريقية.

واستمتع الجمهور الحاضر الذي ضم مغاربة وأجانب، بالرغم من الطقس البارد وتساقط بعض القطرات المطرية، خلال السهرة الافتتاحية للمهرجان بالعرض الرائع لفنانين تم اختيارهم بعناية من قبل المنظمين لافتتاح فقرات هذه النسخة من المهرجان التي تقام تحت شعار “اعرِفْ نفسَك بنفسِك”.

وهكذا، ألهبت المنشدة الصوفية للشعر الحساني “يايا” ماء العينين والمغنية الموريتانية فاتو منت إنكذي الجمهور من خلال أدائهما المتقن لباقة من الأغاني الصوفية. وتغنت الفنانتان اللتين كانتا مرفوقتين بعازف غيثارة موهوب بحب المصطفى عليه السلام وصحابته وأماكن الإسلام المقدسة.

وتميزت فقرات هذا الحفل البهيج بتلاوة قصائد صوفية شهيرة باللغتين العربية والفرنسية مستمدة من ريبيرتوار كبار المتصوفين مثل ابن عربي وربيعة العدوية، أبدعت في قراءتها الفنانة المقتدرة صوفيا هادي.

واستكمالا لهذه الرحلة الروحانية الجميلة، التحقت المغنية السينغالية سيني كامارا بمنصة الحفل، حيث أتحفت الجمهور، بفضل صوتها القوي وأدائها الرائع، بروائع من الإيقاعات الموسيقية التي تميز منطقة غرب إفريقيا.

وفي الجزء الثاني من الحفل، غمر فضاء باب الماكينة صوتان استثنائيات ينحدران من أصول وجدية هما فاطمة الزهراء القرطبي وعبد القادر غيت، بأنغام رائعة من عالم الموشحات ، حيث تتقاطع تعابير المحبة الروحية والإنسانية.

واعتبر رئيس المهرجان والعالم الأنثروبولوجي فوزي الصقلي أن هذه الأمسية الافتتاحية “كانت بمثابة سفر بين إفريقيا والأندلس مرورا بفاس”.

وأوضح السيد الصقلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهرجان بفضل برمجته الغنية، التي تتضمن حفلات فنية وموائد مستديرة تعزز معرفة الذات سواء الشخصية أو الفكرية، مسجلا أن “اللقاء بين فعاليات وتلوينات مختلفة يجعلنا ندرك بشكل أفضل ما نحمله بداخلنا من قيم روحية وكتعبير خاص بعالمنا الفني والفكري”.

ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تنظمها جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية ، ما بين 20 و27 أبريل، موائد مستديرة تتناول مواضيع متنوعة، لاسيما “على خطى إبراهيم”، و”العناية بالروح: الروحانية والعلاج النفسي”، و”ابن عربي وجلال الدين الرومي: حوار دائم”، و”ما بعد الأنسنة: ما هو الدور الذي تلعبه الروحانية؟ ، فضلا عن حوار بين الفلاسفة والعلماء والصوفية حول قضايا من قبيل “ما هي الروح الإنسانية؟”.

وجريا على عادته، سيكون جمهور المهرجان على موعد مع افتتاح عدة معارض، لاسيما معرض سامي علي (فن الخط العربي) ، ومعرض ينجامين بيني (فن الرسم على الصور الفوتوغرافية)، وفاطمة الزهراء الصنهاجي (شعر)، وجمال الناصري (عود).

كما سيكون الجمهور، طيلة أيام المهرجان، على موعد مع سهرات فنية للاستمتاع بابتهالات كل من الطريقة الوزانية وحمادشة والطريقة القادرية البودشيشية والطريقة الشرقاوية.

و م ع

آخر الأخبار