استعرض مشاركون في مائدة مستديرة نظمت الأحد ضمن فقرات الدورة السادسة عشرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية وروحانيات العالم، الدور الهام و البارز لمحي الدين ابن عربي وجلال الدين الرومي في تعزيز الإشعاع الروحي والفكري خلال القرن الثالث عشر الميلادي.
وأكد المتدخلون في لقاء بعنوان “ابن عربي وجلال للدين الرومي، حوار مستمر”، أن الجهود المتميزة لهذين العلمين البارزين حفزت باحثين من مختلف البلدان على تتبع تجربتهما ودراسة مؤلفاتهما الفكرية والعلمية. ورأى المشاركون أنه رغم اختلاف تجربة كل من ابن عربي والرومي، حيث يولي الأول أهمية كبيرة للشعر في مؤلفاته بينما يركز الثاني على النثر، إلا أنهما يتكاملان ويلتقيان في محطات من التفكير الروحي الصوفي الذي يقود إلى محبة الخالق جل علاه ومحبة رسوله المصطفى عليه السلام. كما سلط اللقاء الضوء أيضا على العناصر الجوهرية المشتركة في تجربة الحكمة الصوفية عند هذين العلمين ، وعدد من مؤلفاتهم البارزة لاسيما كتاب ابن عربي الذي يحمل عنوان “ترجمان الأشواق”، ومؤلف لجلال الدين الرومي المعنون ب: “فيه ما فيه”. وبالمناسبة، اعتبر المتدخلون أن التواصل بين هذين العلمين البارزين هو بمثابة حوار متجدد بين العالمين العربي والفارسي ويساهم في مد الجسور بين القطبين. وبالمناسبة، أكد رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية، فوزي الصقلي، أن اللقاء يشكل مغامرة ورحلة صوفية لا تتكرر كل يوم تجمع بين باحثين ومفكرين من مشارب وحقول علمية مختلفة ومن دول متعددة لتدارس ورصد العناصر المشتركة التي تجمع بين الشيخ الأكبر بن عربي ومولانا جلال الدين الرومي. وأشار السيد الصقلي إلى الارتباط الوثيق بين ابن عربي ومدينة فاس التي أقام فيها مدة من الزمن طلبا للعلم، وأطلق عليها “مدينة النور”. من جهته، أفاد نائب المدير العام لمنظمة الإسيسكو، عبد الإلاه بن عرفة، أن مداخلته ركزت على عناصر اللقاء بين العلمين في الشعر، حيث يعرف ابن عربي الشعر بأنه “الجوهر الثابت ويعتبر النثر بمثابة الفرع النابت بمعنى أنه يضع مقايسة ومقارنة بين العوالم الشعرية والعوالم النثرية”. وأشار السيد بن عرفة إلى أنه قام بالتحقيق العلمي للديوان الكبير لمحي الدين ابن عربي في أربعة أجزاء ضخمة، وحاز جائزة عربية.
وتميز هذا اللقاء بتقديم عرض موسيقي للفنانة السينغالية سيني كمارا، التي تتوفر على مسيرة فنية متميزة، وتهتم كثيرا بالتراث العريق وبالموسيقى المعاصرة في نفس الآن.
ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تنظمها جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية إلى غاية 27 أبريل، موائد مستديرة تتناول مواضيع متنوعة، لاسيما “ما بعد الأنسنة: ما هو الدور الذي تلعبه الروحانية؟ ، فضلا عن حوار بين الفلاسفة والعلماء والصوفية حول قضايا من قبيل “ما هي الروح الإنسانية؟”.
وجريا على عادته، سيكون جمهور المهرجان على موعد مع افتتاح عدة معارض، لاسيما معرض سامي علي (فن الخط العربي) ، ومعرض ينجامين بيني (فن الرسم على الصور الفوتوغرافية)، وفاطمة الزهراء الصنهاجي (شعر)، وجمال الناصري (عود).
كما سيكون الجمهور، طيلة أيام المهرجان، على موعد مع سهرات فنية للاستمتاع بابتهالات كل من الطريقة الوزانية وحمادشة والطريقة القادرية البودشيشية والطريقة الشرقاوية.
و م ع