بوريطة: العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية سيراليون شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية سيراليون شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة رئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا بيو.
وأوضح السيد بوريطة، في تصريح للصحافة، عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيراليوني، تيموتي موسا كابا، أن المغرب وسيراليون تربطهما صداقة وأخوة متينتان تعكسان جودة العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأبرز، في السياق نفسه ، أن المملكة المغربية وجمهورية سيراليون تتوفران على خارطة طريق للتعاون “تعكس طموح قائدي البلدين بخصوص تعزيز التعاون القطاعي”، مشيرا إلى أن هذه الخارطة، التي بدأ العمل وفقها سنة 2021، تمتد إلى غاية نهاية السنة الجارية.
كما ذكر السيد بوريطة بانعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين البلدين، السنة الماضية بمدينة الداخلة، والتي توجت بالاتفاق على أن المجال الفلاحي والأمن الغذائي من المجالات الأساسية في تعزيز التعاون بين المغرب وسيراليون.
وأشار إلى اللقاء الذي عقده الوزير السيراليوني مع ممثلي القطاع الخاص، لاستكشاف سبل مساهمة الفاعلين في هذا القطاع في تطوير العلاقات بين البلدين.
وبعدما سجل أن التبادل التجاري بين المغرب وسيراليون “تضاعف تقريبا خلال الأعوام الأخيرة”، ذكر السيد بوريطة بفتح بعثات دبلوماسية في كلا البلدين، كما هو الشأن بالنسبة لافتتاح قنصلية عامة لسيراليون بمدينة الداخلة، وافتتاح ملحقة دبلوماسية للمغرب في سيراليون.
من ناحية أخرى، أشاد الوزير ب”الدور الإيجابي والهام” الذي تقوم به سيراليون كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، خلال السنة الحالية، مشيرا إلى الجهود التي ما فتئ يقوم بها هذا البلد الإفريقي من أجل إسماع صوت إفريقيا بخصوص مجموعة من القضايا المطروحة على جدول مجلس الأمن.
كما أبرز أن دبلوماسية سيراليون، بقيادة فخامة الرئيس جوليوس مادا بيو، “طالما كانت قائمة على مجموعة من المبادئ، وعلى الوضوح والتشبث بالدفاع عن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول، مع إيجاد حلول بالنسبة للقضايا المطروحة”.
وأعرب السيد بوريطة، في هذا الصدد، عن شكره لجمهورية سيراليون على “موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية، والذي عبرت عنه يوم 16 أبريل الجاري، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، كموقف ثابت في دعم وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية على أقاليمه الجنوبية”.
وأبرز السيد بوريطة أن سيراليون “تلعب دورا مهما في ما يتعلق بمبادرات جلالة الملك محمد السادس الخاصة بإفريقيا، بما في ذلك المبادرة الملكية حول الفضاء الأطلسي الإفريقي”، مذكرا بمشاركة جمهورية سيراليون في اجتماع احتضنته الرباط بهذا الخصوص .
وشدد، في السياق نفسه، على أن سيراليون معنية بمشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب – أوروبا، وكذلك بالمبادرة الملكية حول ربط دول الساحل الإفريقي بمنطقة إفريقيا الأطلسية، وهي كلها مبادرات ملكية مهيكلة ومهمة تضطلع دول غرب إفريقيا، ومن بينها سيراليون، بدور كبير في تفعيلها.
وأضاف أن “العلاقة بين المغرب وسيراليون قائمة على التضامن كما يريدها جلالة الملك”، مبرزا أن هذا التضامن أثبت نفسه على أرض الواقع في مجموعة من المناسبات، حيث عبر المغرب بشكل إيجابي وبناء عن تضامنه مع سيراليون خلال فترة جائحة كورونا وأثناء الفيضانات التي ضربت هذا البلد.
وأشاد بوريطة بالتضامن الذي أبانت عنه سيراليون في الدفاع عن مصالح المغرب وعن أولوية القضايا المتعلقة به، سواء على الأجندة الإفريقية أو الدولية.
وسجل السيد بوريطة أن أجندة العلاقات بين البلدين جد إيجابية ومتطورة وقائمة على التضامن والمنفعة المتبادلة (رابح-رابح)، مع الحرص على أن تكون نموذجا لعلاقات بين دولتين إفريقيتين قوامها الاحترام المتبادل وخدمة مصالح الشعبين وفق رؤية قائدي البلدين.
وخلص الوزير إلى ضرورة برمجة دورة أخرى للجنة المشتركة بين المغرب وسيراليون، مذكرا بأهمية تفعيل قنوات التواصل، فضلا عن دعم العلاقات الثنائية عبر تطوير التعاون القطاعي .
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.