السعيدية.. افتتاح النسخة الثامنة من تظاهرة أوريونتا منتجعات السعيدية – حكايات فنية
افتتحت مساء أمس الجمعة، بالمحطة السياحية للسعيدية، فعاليات النسخة الثامنة من التظاهرة الفنية “أوريونتا، منتجعات السعيدية – حكايات فنية”، التي تنظمها شركة تنمية السعيدية إلى غاية 15 شتنبر المقبل.
وتهدف هذه الدورة، التي تشكل موعدا متميزا للاحتفال بفن وتاريخ مدينة السعيدية ومحطتها السياحية، إلى استكشاف تاريخ هذه المدينة منذ تأسيسها سنة 1883 على يد مولاي الحسن الأول إلى غاية إقامة منتجع السعيدية الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشينه في يونيو 2009.
وتتوخى شركة تنمية السعيدية من خلال هذه التظاهرة، دمج البعد الثقافي والفني في رؤيتها الاستراتيجية للترويج لهذه الوجهة السياحية، والمساهمة في دينامية المدينة، من خلال وضع البعد الثقافي والفني في قلب عهد جديد من تطور هذا المنتجع السياحي.
وتتضمن فعاليات هذا الحدث الثقافي المتميز، إقامة معرض فني في الهواء الطلق على طول كورنيش منتجعات السعيدية وعبر فضاءاتها، حيث يقدم العديد من الفنانين من خلفيات متنوعة، عبر الوسائط الفوتوغرافية، رؤى ووجهات نظر تحليلية وفنية حول القضايا الحضرية المستقبلية في مجتمع معولم.
وسيتيح هذا المعرض فرصة للزوار لاكتشاف الصور الأرشيفية والإبداعات الفنية الحالية من المغرب وأجزاء أخرى من العالم، وتتبع جزء من التاريخ الحديث والمعاصر للمدينة، حيث تستحضر هذه الأعمال الفنية المختارة تطور المدينة وأماكن أخرى، ليتحول بذلك المشهد الحضري إلى متحف في الهواء الطلق مفتوح أمام الجميع.
وأكد المدير الفني لتظاهرة “أوريونتا”، عز الدين عبد الوهابي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة المنظمة لأول مرة بالسعيدية بعد أن كانت تقام بمدينة وجدة، تروم تعزيز وإثراء صورة هذه المدينة الراسخة في التاريخ والمتجهة نحو المستقبل، مع الحفاظ على الانفتاح على عالم في تطور دائم وترابط مستمر.
وأبرز أهمية المعرض المنظم في إطار هذه التظاهرة، والذي يتضمن حوالي 30 مجسما يحكي كل واحد تاريخ مدينة السعيدية العريقة والمتمتعة بمقوماتها التاريخية والثقافية والطبيعية، بالإضافة إلى أعمال فنية لـ18 فنانا تشكيليا مغربيا وأجنبيا، يقدم كل واحد منهم من خلالها تصوره لمدنهم ليحولوا بذلك محطة السعيدية إلى “مدينة /عالم”، مشيرا في هذا الصدد إلى إشراك طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، ومعهد الفنون الجميلة بوجدة في هذه التظاهرة الفنية.
من جهتها، أوضحت مديرة التواصل بشركة تنمية السعيدية، كيرمان حسني، أن الهدف من هذه التظاهرة الفنية، هو تنظيم نزهة ثقافية في كورنيش المحطة السياحية للسعيدية، تشكل فرصة للزوار لاكتشاف والتعرف على التاريخ الغني لهذه المدينة من خلال ربط ماضيها بحاضرها.
وفي إطار هذه التظاهرة، تم تنظيم ندوة وطنية حول موضوع “المدينة وسؤال الفن”، بشراكة مع مجموعة بحث “الهوية والاختلاف” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، وجمعية “شبكة الفن أ-48″، والتي شكلت فرصة للتفكير حول القضايا الاجتماعية والتاريخية والثقافية والبيئية لتنمية المدينة.
وتوخى المشاركون، من خلال هذه الندوة، التي عرفت مشاركة أساتذة وباحثين متخصصين وفنانين في مجالات مختلفة، تسهيل الحوار متعدد التخصصات والتعاون بين الباحثين والممارسين، مع التركيز على التقاطعات بين الفن والفضاءات الحضرية والجمالية وكذا السياسة البيئية.
وسلطوا، في هذا الصدد، الضوء على الجوانب المختلفة المرتبطة بهذه المواضيع، مثل فن الشارع، وجمالية الفضاءات الحضرية، والنشاط الفني في هذه الفضاءات وغيرها.
كما يُتوخى من هذا الملتقى أن يشكل منصة للتفكير حول تنوع التخصصات ووجهات النظر بخصوص العلاقات المعقدة بين الفضاء الحضري والفن وتجلياته الأخلاقية والجمالية والاجتماعية. هذا التنوع الذي يسمح بفهم متعدد الأوجه للعلاقات والممارسات التي تنشأ من التفاعلات بين الفن والمدينة.
وسعت الندوة أيضا إلى تقديم وجهات نظر وتعزيز فهم أفضل لكيفية حدوث هذه التفاعلات في مناطق مختلفة، وبالتالي المساهمة في خطاب أوسع حول الحياة الحضرية والفن والتحول الاجتماعي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.