شكل “تعزيز الوعي بأهمية الغابات وضرورة صيانتها والحفاظ عليها”، محور ملتقى بيئي جهوي نظمته شبكة خليج الداخلة للمناخ والتنمية المستدامة، اليوم السبت بالداخلة، وذلك تخليدا لليوم العالمي للأرض.
ويندرج هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب وجمعية (خليج الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي) ومؤسسة (أزورا)، تحت شعار “الغابات والابتكار.. حلول جديدة لعالم أفضل”، في إطار المبادرات الهادفة إلى زيادة الوعي والتحسيس بأهمية الغابات، وتبادل التجارب ووجهات النظر للعمل على إيجاد حلول مبتكرة وفعالة تحافظ على هذا المورد الطبيعي.
ويروم ملتقى الوعي البيئي حول “أسبوع الغابة”، الذي يعد فرصة مميزة من أجل توحيد الجهود المجتمعية نحو الحفاظ على البيئة، تسليط الضوء على الوضعية الحالية للغطاء الغابوي في جهة الداخلة – وادي الذهب، مع تعزيز الوعي بأهمية الدور الذي تضطلع به الغابات في تنظيم درجة حرارة الكوكب والمساعدة على تخزين الكربون.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس شبكة خليج الداخلة للمناخ والتنمية المستدامة، محمد يداس، إن الملتقى هو دعوة للتفاعل والتعمق في فهم وضعية الغابات في جهة الداخلة – وادي الذهب، ومناسبة للتفكير والتحفيز من أجل العمل سويا على حماية البيئة والمحافظة على الغابة باعتبارها موردا طبيعيا ثمينا.
وأضاف السيد يداس أن هذا اللقاء من شأنه إتاحة الفرصة أمام التلاميذ والطلبة للمشاركة في ورشات عمل موضوعاتية حول تعزيز الوعي البيئي لديهم، وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات فعالة في هذا الصدد، معربا عن أمله في أن يشكل هذا الملتقى مناسبة لتوحيد جهود جميع الفاعلين والمتدخلين للعمل المشترك نحو مستقبل أفضل وبيئة أكثر استدامة.
من جانبه، قال رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، امرز اسليمة، إن هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تنزيل مضامين اتفاقية الشراكة التي تجمع بين الأكاديمية وشبكة خليج الداخلة، يستهدف تلاميذ الأسلاك الثلاثة في مجموعة من المؤسسات التعليمية، قصد الاشتغال على موضوع البيئة عموما وحماية الغابات على وجه الخصوص.
وأضاف السيد اسليمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مثل هذه الملتقيات تهدف إلى إشاعة الوعي البيئي بين تلاميذ المؤسسات التعليمية، ومدهم بالكفايات والمهارات اللازمة للتأثير في وسطهم المدرسي والاجتماعي، والتعود على سلوكيات وقواعد من شأنها ترسيخ ثقافة التنمية المستدامة من خلال البيئة.
من جهته، قدم الإطار بالمديرية الجهوية للبيئة، عبد الحكيم أوراغ، عرضا حول “شجر الطلح”، أشار من خلاله إلى أن مساحة الغابات (السهوب المشجرة) بجهة الداخلة – وادي الذهب تقدر، وفقا لإحصاءات الجرد الوطني للغابات، بحوالي 593.960 هكتارا، أي ما يناهز 6.6 في المئة من المجموع الوطني.
وأبرز السيد أوراغ أن شجر الطلح، الذي ينتمي إلى الطبقة البيومناخية الجافة والصحراوية، يعد أداة فعالة لمحاربة التصحر بالنظر إلى تمتعه بخاصية مقاومة الجفاف والرياح وزحف الرمال، مضيفا أنه يشكل كذلك ملجأ ومخبأ للعديد من الحيوانات البرية مما يساعد على إعادة بناء النظم البيئية، فضلا عن أهميته السوسيو-اقتصادية واستعمالاته المتعددة.
وفي عرض مماثل قدمته مصالح المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، تم التطرق إلى موضوع الغطاء الغابوي بالمغرب، مع استعراض أنواعه ووظائفه وأهم معيقاته وعوامل تدهوره، كما تمت الإشارة إلى الغطاء الغابوي المتنوع الذي تزخر به جهة الداخلة – وادي الذهب (سهوب ساحلية محيطية، تكوينات شجرية وسهوب..).
كما استعرضت أهم التدخلات التي قامت بها هذه المديرية على مستوى الجهة، من خلال مشاريع “إعادة تأهيل التكوينات الأصلية”، و”مكافحة زحف الرمال”، و”تأهيل وتحسين المراعي”، و”الحفاظ وتثمين التنوع البيولوجي”، و”إنشاء أحزمة خضراء وتأهيل الغابات الحضرية وشبه الحضرية”.
ويتضمن برنامج الملتقى، المنظم على مدى يومين، تنظيم ورشات موضوعاتية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، تتناول مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بالحفاظ على البيئة والغابات، بما في ذلك عرض مفصل عن شجرة الطلح وأهميتها في البيئة المحلية، بالإضافة إلى غرس 200 شتلة في أحد أحياء المدينة في إطار جهود تعزيز التوعية بأهمية المحافظة على البيئة.
وعرف هذا الملتقى الجهوي حضور، على الخصوص، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين محمد فوزي، وممثلي عدد من المصالح الخارجية المعنية بالشأن البيئي، إضافة إلى أطر من الأكاديمية، ومنسقي ومنسقات الحياة المدرسية، وأساتذة وتلاميذ مؤسسات تعليمية بالداخلة.
و م ع