إسدال الستار على مهرجان فاس للثقافة الصوفية بتقديم وصلات متميزة للمديح والسماع لمجموعة “طيبة” والدراويش الدوَّارين من سوريا

قبل 7 أشهر

اختتمت مساء السبت بفضاء “باب الماكينة” التاريخي بمدينة فاس فقرات الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية وروحانيات العالم بتقديم وصلات متميزة في فن المديح والسماع أبدعتها مجموعة “طيبة” والدراويش الدوَّارين من سوريا(فرنسا-سوريا).

واستمتع جمهور المهرجان على مدى أزيد من ساعة ونصف بباقة من القصائد والأناشيد الصوفية التي تتغنى بمدح المصطفى عليه السلام وتمجيد الخالق جل جلاله.

وألهبت مجموعة “طيبة” والدراويش الدوَّارين الجمهور بمتتاليات جميلة تضمنت قصائد وأناشيد في السماع والمديح، مستلهمة من التراث السوري، إضافة إلى قصائد صوفية تستند إلى تشبيهات واستعارات شعرية مهيجة لمشاعر الشوق والمحبة.

وفي أجواء روحانية مليئة بالإيقاعات والنغمات العذبة، قدم الدراويش رقصات في شكل دائري رائق، تقود إلى حالة من الحضور الروحي وتعبر عن تشوق الروح للخالق سبحانه وتعالى.

وترجع جذور مجموعة “طيبة” التي تقوم بأداء المديح والسماع الصوفي المأخوذ من التراث السوري وبالضبط من الجامع الأموي في دمشق وزوايا التصوف في حلب، إلى الطريقة الشاذلية بدمشق.

وتتكون مجموعة “طيبة” والدراويش الدوَّارين من كل من عبد الرحمان مدور في أداء الإنشاد والدراويش، ومن الجنيد بوريه، واسماعيل بوريه، وزكري تيبون، وسامي ماكتريو، وإياد حيمور (في الإنشاد)، وباسم كدمناني على آلة العود، والجمل حاتم، والجمل يزان في أداء الدراويش.

وتابع الجمهور في هذه السهرة الروحية التي اختتمت المهرجان، متتاليات جميلة تضمنت (قصائد وأناشيد في السماع والمديح، مأخوذة من التراث السوري، بالإضافة إلى قصائد صوفية تستند إلى تشبيهات واستعارات شعرية مهيجة لمشاعر المحبة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد المنشد عبد الرحمان مدور بأن الفرقة تتبع نهج مدرسة الشيخ نور الدين خورشيد شيخ الطريقة الشاذلية بدمشق، موضحا ان الزوايا الشاذلية موجودة في كل حي وجامع .

وأضاف أن القصائد والأناشيد التي قدمتها المجموعة خلال الحفل الختامي للمهرجان مستوحاة من الزوايا الدمشقية والأناشيد الروحانية القديمة.

وتضمن برنامج هذه الدورة من المهرجان التي نظمتها جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، ما بين 20 و27 أبريل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موائد مستديرة تناولت مواضيع متنوعة، لاسيما “على خطى إبراهيم”، و”العناية بالروح: الروحانية والعلاج النفسي”، و”ابن عربي وجلال الدين الرومي: حوار دائم”، و”ما بعد الأنسنة: ما هو الدور الذي تلعبه الروحانية؟ ، فضلا عن حوار بين الفلاسفة والعلماء والصوفية حول قضايا من قبيل “ما هي الروح الإنسانية؟”.

وجريا على عادته، كان جمهور المهرجان على موعد مع افتتاح عدة معارض، لاسيما معرض سامي علي (فن الخط العربي) ، ومعرض ينجامين بيني (فن الرسم على الصور الفوتوغرافية)، وفاطمة الزهراء الصنهاجي (شعر)، وجمال الناصري (عود).

كما اشتملت هذه التظاهرة الثقافية على سهرات فنية استمتع خلالها الجمهور بابتهالات كل من الطريقة الوزانية وحمادشة والطريقة القادرية البودشيشية والطريقة الشرقاوية.

آخر الأخبار