وكالة بيت مال القدس الشريف تنظم بمدينة القدس الملتقى السنوي الثالث للأشخاص في وضعية الإعاقة

قبل 7 أشهر

نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تعمل تحت الإشراف الشخصي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، أمس السبت في القدس الملتقى السنوي الثالث للأشخاص في وضعية إعاقة تحت شعار: “تحسين جودة الحياة، مسؤولية جماعية”.

شارك في هذا الملتقى الذي نظم في إطار اليوم السنوي للأشخاص في وضعية اعاقة في القدس ،الذي أقرته الوكالة في 12 أبريل من كل عام، 12 هيئة ومؤسسة معنية بهذه الفئة، كما شهدت حضور ما يناهز 200 فردا من ذوي الإعاقة ومرافقيهم، فضلا عن مسؤولين عن عدد من مراكز إيواء أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

في مستهل فعاليات الملتقى، ‎أكد المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه إسماعيل الرملي، منسق برامج ومشاريع الوكالة في القدس، التزام الوكالة بتخصيص يوم 12 أبريل من كل عام، ليكون مُلتقى سنويا للأشخاص في وضعية الإعاقة، وذلك انطلاقا من “كون المناسبات الدولية والمحلية فرصا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة المجتمعية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات، وللاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها”.

‎وأشار المدير المكلف بتسيير الوكالة إلى أن الملتقى الذي يعقد تحت عنوان “تحسين جودة الحياة: مسؤولية جماعية” يترجم مجهودات الوكالة في كيفية تأمين الدعم، بأحسن السُّبل وأقصرها، لأكبر قدر مُمكن من المؤسسات والهيئات والجمعيات، خاصة تلك العاملة في قطاع التأهيل في القدس.

كما أوضح الشرقاوي التوجهات الجديدة للوكالة التي تتلاءم مع الظروف والمتغيرات التي تشهدها مدينة القدس من جهة، والتي تسعى إلى مواكبة التطور التكنولوجي واستغلال التقنيات الحديثة في كل المجالات، بما يحقق رؤية الوكالة لسنة 2024 التي يؤطرها شعار: “التنمية الرقمية في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القدس”، وتعززها المشاريع الميدانية في مجال الصحة النفسية واحتضان المشاريع الرقمية للشباب، فضلا عن دعم المشاريع المنتجة في قرى محافظة القدس وفي البلدة القديمة منها، وغيرها من البرامج السنوية والمواعيد الثابتة للوكالة.

وبعد كلمة المدير العام المكلف بتسيير الوكالة تم عرض شريط عن واقع المؤسسات العاملة في مجال تأهيل الأشخاص في وضعية اعاقة في القدس، أعده فريق مرصد “الرِّباط” للملاحظة والتتبع والتقويم التابع للوكالة في القدس الشريف. في حين توزعت أشغال الملتقى على ثلاثة عناوين محورية، تمخض عنها العديد من الخلاصات والتوصيات.

الورقة الأولى حملت عنوان: “واقع قطاع التأهيل في مدينة القدس”، أعدتها الباحثة الاجتماعية حلا علي، استعرضت فيها تاريخ قطاع التأهيل في فلسطين عموما وفي القدس خصوصا، مبرزة الطابع الخيري الذي يطغى على خدمات مؤسسات التأهيل،اما الورقة الثانية فكانت بعنوان: “بناء جسور الرعاية النفسية: تعزيز مأسسة تطوير الدعم لذوي الهمم في المجتمع المقدسي”،أعدتها الأخصائية النفسية والباحثة ديما علاء الدين، وتطرقت فيها الى مفهوم وأهمية الدعم والنفسي والمساندة الاجتماعية في حياة الأشخاص ذوى الإعاقة ودوره في تحسين الصحة النفسية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة.

وجاءت الورقة الثالثة بعنوان: “الصحة النفسية بمدينة القدس، واقع وتحديات وآفاق التطوير”، من إعداد الأخصائي الاجتماعي والمعالج العيادي، بلال عودة، تحدث فيها عن تأثير الواقع السياسي لمدينة القدس على نسبة الاهتمام الموجه لمؤسسات الصحة النفسية وعلى مأسسة العمل النفسي، الأمر الذي انعكس سلبا على واقع الخدمات النفسية وبناء نظام مؤسساتي يعنى بالصحة النفسية.

وتخلل الملتقى استعراض ثلاثة قصص نجاح نموذجية لاشخاص في وضعية الإعاقة. وفي هذا السياق، روى كل من وجدان الفاخوري، روان شقير وعادل الجعبري قصصهم المتميزة في مسيرة تحقيق الذات.

وصدرت عن الملتقى العديد من التوصيات أهمها، ضرورة دعم المؤسسات الفلسطينية في القدس، وتوفير تمويل بديل محلي، وضرورة توفير البيانات اللازمة حول أوضاع المؤسسات الأهلية ومن ضمنها مؤسسات التأهيل في القدس، لسد النقص الكبير في البيانات حول المؤسسات العاملة في قطاع التأهيل في مدينة القدس ،وضرورة توفير بيانات حول واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في القدس، ومدى قدرتهم على الوصول إلى الخدمات.، فضلا عن قيادة الابتكارات والأفكار الواعدة في مجال تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم ،وتبني أفكار فريدة، تسهم في إيجاد بيئة ملهمة ومحفزة لتحسين مستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة الى المساهمة في إيجاد الحلول للتحديات والمشكلات القائمة لدى ذوي الإعاقة ،وتحقيق التنمية في المجال البحثي الذي يدعم ذوي الإعاقة.

وفي ختام الملتقى أعلن اسماعيل الرملي، منسق برامج ومشاريع الوكالة في القدس، عن دعم وتمويل بعض المشاريع الخاصة بهذه الفئة، وذلك في إطار التزام الوكالة بتخصيص نسبة سنوية من التمويلات الموجهة للمشاريع في كل القطاعات الاجتماعية، لفائدة جمعيات ومؤسسات الأشخاص في وضعية إعاقة.

واستفاد من هذا الدعم كل من جمعية المكفوفين العربية في البلدة القديمة، وجمعية نور العين للمكفوفين بشعفاط، والملجأ الخيري الأرثوذوكسي العربي، وفريق كرة السلة على الكراسي المتحركة التابع لمركز برج اللقلق المجتمعي.

وقد ثمّن الحاضرون، مؤسسات وأفرادا، هذه المبادرة الكريمة التي تجسد الدعم الموصول والمستمر الذي تخصصه وكالة بيت مال القدس الشريف للمؤسسات المقدسية عامة وللمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة خاصة، بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

وأعرب المشاركون عن عميق شكرهم وتقديرهم لشخص جلالته على مجهوداته الحثيثة في دعم صمود القدس وأهلها من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع الميداني للجنة القدس.

جدير بالذكر أن الوكالة وفرت خلال انعقاد هذا الملتقى مختلف أشكال الدعم اللوجيستي التي تُسهل الولوج إلى فضاء الملتقى، وتوفير مطبوعات مناسبة للمكفوفين بتقنية “برايل”، والترجمة إلى لغة الإشارة، لتمكين ذوي الإعاقة السمعية من متابعة مجريات الملتقى.

و م ع

آخر الأخبار