انطلقت اليوم الثلاثاء ببرشلونة، فعاليات الدورة 23 للمعرض الدولي للبناء (كونسترومات)، حيث يحل المغرب كضيف شرف، حاضرا بقوة من خلال جناح كبير، مصمم بطريقة عصرية وملهمة لإبراز أصالة المغرب وانفتاحه على العالم.
وتم افتتاح الجناح المغربي، الذي يحتل موقعا متميزا، من قبل وزيرة الإسكان والتخطيط الحضري الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، والكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوسف حسني، ورئيس مجلس إدارة مجموعة العمران حسني الغزاوي ومندوب الحكومة الإسبانية بكاتالونيا كارلوس بريتو، بحضور القنصل العام للمغرب ببرشلونة شريف الشرقاوي وعدد من الشخصيات.
وتتجسد مشاركة المغرب في معرض (كونسترومات) بشكل خاص في الحضور “الاستثنائي” للشركات العارضة وفي برنامج الأنشطة المهنية الهادف إلى تشجيع حركية الأعمال بين المغرب وإسبانيا. ومن المقرر عقد ندوة للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس) حول استعدادات المملكة لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، مع إسبانيا والبرتغال.
وبالنسبة للوكالة المغربية لتنمية الاستثمار والصادرات، سيكون المعرض فرصة لتسليط الضوء على الاستقرار السياسي والاقتصادي والبنية التحتية والنظم البيئية وانفتاح المغرب، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة المتعددة، وتوافر العنصر البشري المؤهل والطاقة الخضراء.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد السيد يوسف حسني أن حضور المغرب في نسخة 2024، كضيف شرف، يشهد على التعاون الوثيق والمتميز بين المملكتين، اللتين ترتبطان بمبادلات وأواصر تاريخية، وتتقاسمان تراثا ثقافيا غنيا للغاية وتشكلان قطبين استراتيجيين على بوابة أوروبا وأفريقيا.
وقال “إن كونسترومات يشكل فرصة قيمة لتعزيز إطار هذه الشراكة، فضلا عن تبادل الخبرات المختلفة والممارسات الجيدة في مختلف مجالات البناء، والتي يتم تسليط الضوء عليها في هذا الحدث المهني الكبير”.
وأضاف أنه “انطلاقا من رغبتنا في خلق نموذج أكثر ازدهارا وانسجاما للتنمية الترابية، نغتنم هذا الزخم لتسليط الضوء على الإنجازات الملحوظة التي حققتها المملكة المغربية خلال العقدين الأخيرين”، مشيرا إلى أن المغرب انخرط، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تحول عميق وشامل، يرسم مسار التنمية والابتكار، لتعزيز مكانته على الساحة الإقليمية.
وأوضح أن البناء يمثل أحد القطاعات الأكثر ديناميكية في المغرب، وهو محرك للنمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع قدرات كبيرة على خلق مناصب الشغل.
وخلص المسؤول المغربي إلى أن الاستثمارات في قطاع البناء مهمة، خاصة مع بداية الاستعدادات لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030 مع إسبانيا والبرتغال، مع ما يقتضي ذلك من تحديث كبير للبنية التحتية، وتثمين المقومات السياحية للمدن والالتزام بالاستدامة والمرونة.
وتندرج المشاركة المغربية أيضا في سياق هذا التنظيم المشترك لكأس العالم 2030، والذي سينتج عنه استثمار كبير مخصص لبناء وتحديث الملاعب، فضلا عن استثمارات كبيرة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للنقل والفنادق والاتصالات، وفقا لما ذكره المنظمون.
وقال رئيس المعرض، تشابي فيلاخوانا “لقد اخترنا المغرب كضيف شرف نظرا للعلاقات القوية بين أسواقنا في قطاع البناء. سيتمكن المشاركون المغاربة في كونسترومات من التعرف على أحدث الاتجاهات، وإقامة اتصالات مع الشركات والمهنيين في قطاع البناء في البلدين واستكشاف الفرص التجارية”.
وبهدف المساهمة في فتح أسواق جديدة وفرص عمل دولية للمشاركين في المعرض، يستقبل هذا الأخير أيضا المقاولات والمهنيين من فرنسا والبرتغال وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
وفي نسخته الثالثة والعشرين، يسلط هذا الحدث الضوء على الاستدامة، ويقيم مساحة عرض كبيرة تبلغ 10000 متر مربع، ومؤتمرا بموضوعات تقارب الاستدامة على مستوى ثلاثة مجالات: أنظمة البناء الصناعية، وإزالة الكربون والاقتصاد الدائري، والتقنيات الرقمية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.