ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الأربعاء بطنجة، ندوة حول وضعية قطاع الصيد في البحر الأبيض المتوسط.
وتم خلال الندوة، التي احتضنها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بطنجة، التركيز بشكل خاص على ظاهرة التفاعل بين الدلافين الكبيرة وسفن الصيد الساحلي التي تستخدم الشباك الدوارة.
بهذه المناسبة، أعلن السيد صديقي عن التوقيع على اتفاقية شراكة جديدة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري والمكتب الوطني للصيد البحري، من أجل مساعدة الصيادين على مواجهة ندرة الموارد والأضرار التي تسببها الدلافين.
وتهدف هذه الاتفاقية، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 90 مليون درهم على مدى عامين، إلى دعم اقتناء شباك دوارة مقاومة لهجمات الدلافين على السفن المتضررة. وسيتم تنزيلها من طرف لجان متابعة إقليمية وجهوية لضمان التنفيذ الفعال للاتفاقية.
وأكد السيد صديقي أن الصيد البحري يعتبر قطاعا حيويا للبلد عموما وللجهة الشمالية على وجه الخصوص، بالنظر لمساهمته الكبيرة في الناتج المحلي الخام للمملكة، منوها بأن الصيادين يواجهون اليوم ندرة في الموارد البحرية، وأيضا هجمات للدلافين على شباك الصيد.
وتابع أنه بهدف الحفاظ على أنشطة الصيادين ودعمهم، رأت مجموعة من المشاريع النور بالجهة، من بينها على الخصوص إحداث مراكز توزيع ومركز تبريد بالحسيمة ، وكذا توزيع شباك صيد جديدة مقاومة لهجمات الدلافين.
من جهته، قدم مدير معهد الصيد البحري، محمد ملولي إدريسي، نتائج الأبحاث حول مختلف الأضرار التي تتسبب فيها الدلافين، لاسيما ما يتعلق بهجمات الدلافين على شباك الصيد ، مما يجعلها غير صالحة للاستعمال، منوها بأن الصيادين، في فترات معينة، يتعرضون بشكل ممنهج لهجمات الدلافين.
وأشار إلى أنه بعد سلسلة من الأبحاث، اختار المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري نوعا خاصا من الشباك أكثر مقاومة لهجمات الدلافين وأكثر استدامة، ما سيمكن الصيادين من مواصلة أنشطتهم دون خشية فقدان معداتهم، مبرزا أنه بالإضافة إلى استعمال هذه الشباك، تمت دراسة حلول أخرى لتفادي الهجمات.
وتعد هذه الزيارة إلى طنجة دليلا على الالتزام المستمر لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بدعم قطاع الصيد البحري وحماية الثروة السمكية وضمان السلامة البحرية، حيث تساهم المبادرات التي تم الإعلان عنها في بناء قطاع بحري أكثر استدامة ومرونة، لفائدة المهنيين والمجتمع ككل.
يذكر أن البحر الأبيض المتوسط يتميز بوفرة في الأنواع البحرية، حيث يزخر بحوالي 7 في المائة من الحيوانات البحرية في العالم، كما يشكل خزانا مهما للتنوع الإحيائي البحري.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.