افتتحت، اليوم الجمعة بالرباط، فعاليات النسخة الأولى من “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية”، الذي يروم الترويج لصناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب، وتقديمها بمختلف مكوناتها التقنية والفنية والإبداعية والتعليمية والمالية.
وعرف حفل افتتاح المعرض، الذي تنظمه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى غاية 26 من الشهر الجاري، حضور، على الخصوص، مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، وممثلي عدة هيئات دبلوماسية.
وبالمناسبة، قام الوفد بجولة في مختلف أروقة المعرض، الذي يسعى إلى الترويج لصناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب، خاصة مدينة صناعة الألعاب الإلكترونية بالرباط، التي تتطلع إلى أن تشكل مركزا للإبداع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي في العاصمة، وواحدة من أكبر المراكز في قطاع الألعاب في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما تتوخى هذه التظاهرة غير المسبوقة استقطاب عارضين مرموقين يمثلون مؤسسات عمومية وخصوصية، ومؤسسات تمويلية، ومقاولات ناشئة.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز السيد بنسعيد البعد الملموس لصناعة الألعاب الإلكترونية، لاسيما الصناعات الثقافية والإبداعية، التي لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، موضحا أن تمتح مادتها الأولى، في المقام الأول، من “ثقافاتنا، وخيالاتنا وابتكارنا وشبابنا”.
وسجل أن “تراثنا وتاريخنا وسردياتنا تغذي الصناعات الثقافية والإبداعية”، ملاحظا أنه بالرغم من أن المواهب المغربية الشابة تسهم، بشكل كبير، في تنشيط الألعاب الالكترونية والابتكار والتصورات على الصعيد العالمي، إلا أننا نظل بالمغرب مستهلكين بالأساس”.
وأعرب الوزير عن الرغبة في “الانتقال من منطق المستهلك السلبي إلى منطق المنتج، وذلك بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تجعل من الثقافة والتراث والرأسمال البشري أساس مشروعنا التنموي”، لافتا إلى أهمية جعل الألعاب الإلكترونية إحدى مرتكزات “صناعاتنا الثقافية والإبداعية، باعتبارها نقطة تلاقي القدرات المغربية، وابتكارات شبابنا، وثروة تراثنا، وتميز صناعاتنا”.
وقال إن قطاع الألعاب الإلكترونية، الذي يعتبر إحدى الصناعات الثقافية الأكثر دينامية، بمستطاعه أن يصبح قاطرة ونموذجا بالنسبة لقطاعات أخرى، مشيرا إلى أن الاستراتيجية التي بلورها القطاع الوصي بهذا الشأن تتمحور حول أربعة محاور، تتمثل في التكوين وجذب المواهب، ودعم المقاولات المحلية والعالمية، وإحداث البنيات التحتية والتكتلات التي تعنى بالابتكار والإنتاج، إضافة إلى النهوض بعلامة صنع بالمغرب التي “ستصبح رمز ثقافة وأصالة وابتكار بامتياز”.
وخلص إلى أن النسخة الأولى من “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية” تأتي في هذا الإطار، حيث سيتم إحداث مدينة صناعة الألعاب الإلكترونية بالرباط، التي تتوخى أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لمشاريع جهوية مستقبلية بمدن أخرى بالمملكة”.
من جهته، أعرب المطور الفني الياباني، طاكايا إيمامورا، ضيف شرف المعرض، عن قناعته بالمستقبل الواعد لصناعة الألعاب الإلكترونية، وذلك بالنظر إلى عوائدها المهمة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.
وأوضح السيد طاكايا، وهو مطور سابق بشركة “نينتاندو” للألعاب الإلكترونية، في تصريح للصحافة، أن تطوير الألعاب الإلكترونية بإفريقيا رهين بإطلاق المطورين الأفارقة لخيالاتهم وابتكاراتهم، مضيفا أن إبداعات هؤلاء الشباب ستعمل على تيسير انبثاق عدد من الأفكار الجيدة في هذا القطاع.
ويعد “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية” منصة للقاء شركات ومقاولات ناشئة مغربية مع كبريات الشركات العالمية التي تنشط في هذا المجال، قصد إقامة شراكات وطنية ودولية، فضلا عن كونه فرصة للمقاولين الشباب من أجل خلق آفاق تعاون بين مختلف الفاعلين في سلسلة قيمة صناعة الألعاب الإلكترونية، مع النهوض بمبادرات إحداث شركات في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية.
وينكب المعرض، الذي يعرف تنظيم ندوات وموائد مستديرة ودورات تكوينية ينشطها متدخلون رفيعو المستوى، على بحث مواضيع تتعلق بـ”مدينة صناعة الألعاب الإلكترونية بالرباط”، و”صناعة ألعاب الفيديو-التوجهات والتوقعات”، و”ألعاب الفيديو في صناعة الترفيه: نموذج جديد”، و”بناء منظومة صناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب-مفاتيح النجاح”.
كما تبحث النسخة الأولى لهذا المعرض تيمات تهم “الموسيقى في ألعاب الفيديو”، و”الرياضة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا-الآفاق”، و”احتضان صناعة الألعاب الإلكترونية المستقلة وتطوير الألعاب الإلكترونية-تعزيز النمو في المغرب”، و”التعليم-التكوين في صناعة الألعاب الإلكترونية”، إضافة إلى “الذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.