إسدال الستار على فعاليات المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية بتاونات
أُسدل الستار مساء السبت على فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية بتاونات التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) على مدى ثلاثة أيام، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقدم الفنان عبد السلام الساحلي من مدينة القصر الكبير ضمن الأمسية الختامية للمهرجان باقة متنوعة من أغاني العيطة الجبلية تنهل من التراث الموسيقي المغربي وتتناول مجموعة من المواضيع الاجتماعية.
ويُعد عبد السلام الساحلي من أبرز الفنانين الذين أبدعوا في مجال تراث فنون العيطة الجبلية، حيث بدأ مسيرته سنة 2000 وشارك في إحياء العديد من السهرات الفنية والمهرجانات داخل وخارج أرض الوطن.
بدوره، ألهب الفنان محمد عدلي الصاعد بقوة، المنحدر من جماعة بوعادل بإقليم تاونات، منصة المهرجان بتقديم وصلات متميزة من الفن الشعبي والراي، تفاعل معها الجمهور الحاضر بحرارة.
كما استمتع جمهور هذه التظاهرة الثقافية المتميزة بالريبيرتوار الموسيقي التراثي الغني والمتنوع لنجم الأغنية الشعبية والأمازيغية عبد العزيز أحوزار ، الذي كان مصحوبا برقصات متميزة زادته بهاء.
وفي إطار الانفتاح على أنماط موسيقية أخرى وطنية ودولية، تميز المهرجان بتقديم عرض فني تراثي مزيج بين الحساني والعيطة الجلية والفلكلور المصري.
وضمن الأنشطة الموازية للمهرجان التي اشتملت أيضا على تنظيم معرض لمنتوجات الصناعة التقليدية وسهرات فنية بحديقة 16 نونبر بجماعة تاونات، وفي سياق الجهود المبذولة لتطوير المهرجان وانفتاحه على باقي مناطق الإقليم، تم تنظيم عروض فنية بجماعة طهر السوق بتاونات قدمتها مجموعة فارس للعيطة الجبلية وفرقة يوسف ولد زوبيد للعيطة المرساوية ومجموعة نجوم الفرح للفلكلور الجبلي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة فاس – مكناس فؤاد مهداوي أن هذه التظاهرة الثقافية لاقت نجاحا كبيرا يُترجمه العدد الكبير من الجمهور الذي حج من مدن أخرى إلى مدينة تاونات لمتابعة فقرات وعروض المهرجان.
وأضاف السيد مهداوي أن الاحتفال بفنون العيطة الجبلية هو احتفاء بالتاريخ والمجال والإنسان الذي أنتج هذه الثقافة والفن المتجدد، مؤكدا أن المهرجان يندرج ضمن رؤية وزارة الشباب والثقافة والتواصل الرامية إلى حماية التراث الثقافي والتعريف به وربطه بالتنمية.
من جهته، عبر الفنان محمد عدلي عن سعادته الكبيرة بالمشاركته في الدورة الثانية عشرة من مهرجان فنون العيطة الجبلية، معربا عن امتنانه لوزارة الثقافة لاهتمامها بالموروث الثقافي الشفهي المغربي، وشكره للجمهور الذي تفاعل مع كشكوله الغنائي المتنوع.
وتأتي هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة بشراكة مع عمالة إقليم تاونات ومجلس جهة فاس – مكناس ومجلس إقليم تاونات ومجلس جماعة تاونات ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، في إطار رؤية الوزارة الهادفة إلى صون التراث الثقافي اللامادي، وتشجيع المهتمين به، وضمان استمراريته عبر الأجيال، ودعم المبدعين والفرق الممارسة له، باعتباره أحد مكونات الموروث الثقافي الوطني ، وشكلا من الأشكال الفنية التراثية المعبرة عن الهوية الثقافية المغربية.
كما يأتي هذا الحدث الثقافي تنفيذا لاستراتيجية الوزارة الوصية الرامية إلى إبراز الموروث الثقافي والفني المغربي المتنوع، من خلال مجموعة من الآليات والتدابير، وخصوصاً منها المهرجانات، ونظراً للقيمة الثقافية والفنية والتاريخية والسياحية لمدينة تاونات ومحيطها، واعتبارا للخصوصية الثقافية والفنية لفنون العيطة الجبلية، وتجدرها في مناطق واسعة من شمال المملكة المغربية.
ويعتبر هذا التراث الموسيقي الأصيل أحد مكونات الموروث الثقافي الوطني المتنوع، وشكلا من الأشكال الفنية والتراثية المعبرة عن الهوية الثقافية المغربية .
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.