سفارة المغرب ببروكسيل تحتفل بأبناء الجالية المقيمة ببلجيكا من المتفوقين في اللغة العربية والثقافة المغربية

قبل 6 أشهر

نظمت سفارة المملكة المغربية ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم السبت ببروكسيل، النسخة الرابعة عشرة من الحفل الرسمي المقام على شرف التلاميذ من أبناء الجالية المغربية ببلجيكا، المتفوقين في المباراة الخاصة بنيل شهادة استكمال الدروس الابتدائية في اللغة العربية والثقافة المغربية برسم الموسم الدراسي 2023/2024.

وخلال هذا الحفل الذي دأبت سفارة المملكة ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج على تنظيمه سنويا لفائدة أبناء الجالية المغربية ببلجيكا، المستفيدين من برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، تعاقب مجموعة من هؤلاء التلاميذ على تقديم باقة من الأنشطة التربوية والثقافية المتنوعة، والتي حملت في طياتها كل معاني التعلق بالوطن الأم والاعتزاز بإنجازاته في شتى المجالات الاقتصادية، الثقافية والاجتماعية.

وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أبرز سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، الأهمية الكبرى التي يكتسيها هذا الحفل، الذي يتيح الاحتفاء بأبناء الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، على ضوء المجهودات التي بذلوها طوال العام في تعلم اللغة العربية والتعرف على أهم مكونات الثقافة المغربية الغنية بروافدها المتعددة.

من جهة أخرى، أكد السيد عامر على متانة العلاقات الخاصة القائمة بين المغرب وبلجيكا، قائلا إن المكانة التي تحظى بها الجالية المغربية في بلجيكا تعد استثنائية بجميع المقاييس، “فهناك نحو 800 ألف مغربي يعيشون في هذا البلد، أي ما بين 7 و8 في المائة من مجموع الساكنة. وفي بروكسيل لوحدها توجد جالية قوية تمثل أكثر من 20 في المائة”.

وأضاف أن المغاربة أقل من 18 سنة يمثلون في بروكسيل واحدا من بين كل ثلاثة سكان، مضيفا أن هذه المعطيات تضفي “بعدا خاصا على علاقتنا مع بلجيكا. فهي ليست بالعادية، إنها علاقة بلدين يتقاسمان إرثا بشريا، ثقافيا، وإنسانيا كبيرا”.

من جانبها، قالت مديرة بنية التربية والتعدد الثقافي بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، نجوى غميجة، في كلمة مماثلة، إن المؤسسة ما فتئت تضع رهن إشارة مغاربة العالم في عدد من بلدان الاستقبال، فرقها التربوية التي تتولى تنفيذ برامجها التعليمية الحضورية، الموجهة لفائدة أبناء الجالية بالخارج، كما تقترح بالموازاة مع ذلك، برامج دراسية أخرى، عبر منصتها للتعليم عن بعد “e-madrassa”، والتي أبانت عن نجاعتها في خضم جائحة كورونا.

وبخصوص بلجيكا – تضيف السيدة غميجة- يتولى الفريق التربوي حاليا تدريس آلاف التلاميذ والتلميذات اللغة العربية والثقافة المغربية، حيث “تتوخى المؤسسة من خلال هذا المجهود، مسايرة الطلب المتنامي على هذه الخدمة الاستراتيجية، وتحقيق أهدافها النبيلة المتجلية أساسا، في تمتين أواصر الارتباط الإنساني والوجداني بين أبناء الجالية المغربية بالخارج ووطنهم الأم، وكذا تيسير اندماجهم الإيجابي في المجتمع البلجيكي وتحقيق التوازن والبعد الهوياتي في شخصياتهم”.

أما المنسق التربوي، المسؤول عن المصلحة التربوية بسفارة المملكة المغربية ببلجيكا، يوسف الرياني، فقد سلط الضوء على السياق العام لهذا الحدث الذي يأتي تتويجا لعمل دؤوب ومتواصل يغطي السنة الدراسية بكاملها، كما أنه يأتي بعيد الدورة التي اجتاز فيها المئات من المستفيدين والمستفيدات من خدمات أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية ببلجيكا، والمستوفين للشروط المطلوبة، مباراة نيل شهادة الاعتراف باستكمال الدروس الابتدائية.

وأضاف أن المباراة المذكورة تهدف إلى تقييم مدى تمكن المتبارين من مختلف المعارف ذات الصلة باللغة العربية وتاريخ وجغرافية المغرب والترجمة، علاوة على قياس مدى إلمامهم بالاتجاهات والسلوكات الإيجابية التي يقتضيها العيش المشترك.

وبحسبه، فإن “برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية نجح في الجمع بين تمتين الوشائج الإنسانية بين مغاربة بلجيكا وبلدهم الأصلي المغرب، من جهة، وإعدادهم للاندماج السلس والإيجابي في محيطهم السوسيو-ثقافي والاقتصادي بمجتمعهم البلجيكي، من جهة أخرى”.

وتميز هذا الحفل، الذي شهد على الخصوص حضور القناصل العامين للمملكة بكل من بروكسيل وأنفيرس ولييج، إلى جانب ثلة من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والمسؤولين بجمعيات مغربية وأسر الأطفال، بتكريم عدد من الأساتذة المؤطرين لهذه المباراة وتوزيع الجوائز وشواهد الاعتراف على التلاميذ المتفوقين فيها.

و م ع

آخر الأخبار