إدراكا منها للحاجة إلى التكيف مع التطورات التكنولوجية الجديدة، اعتمدت الحكومة الإسبانية استراتيجية جديدة للذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانة البلاد في طليعة التكنولوجيا، ويشجع على استخدام اللغة الإسبانية واللغات الرسمية المعتمدة في نماذج الذكاء الاصطناعي وتشجيع تطبيقها في الإدارة العامة والمقاولات.
وتمتد هذه الاستراتيجية على سنتي 2024 و2025، بغلاف يبلغ 1,5 مليار يورو، وارد أساسا من مخطط الإنعاش والتحول والمرونة فضلا عن 600 مليون يورو، معبأة سلفا لهذا الغرض.
ويعزز هذا التوجه استراتيجية الذكاء الاصطناعي الصادرة عام 2020، بما يتماشى مع خطة الإنعاش والتحول والمرونة (PRTR)، ويكيفها مع التقدم التكنولوجي الجديد. وتم تضمين تعزيز الذكاء الاصطناعي أيضا في أجندة إسبانيا الرقمية 2026 كعنصر عرضاني رئيسي لتحويل نموذج الإنتاج وتحفيز نمو الاقتصاد الإسباني.
وهي خطة تهدف إلى تطوير وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة شفافة وأخلاقية، وتهدف إلى تسهيل استخدامه في القطاعين العام والخاص.
وتتمحور استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2024 حول ثلاثة محاور، أبرزها اعتماد نشر الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الاقتصاد. وفي هذا السياق، تلتزم الحكومة بتعزيز القدرات لتلبية الطلب المتزايد على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي في أربعة مجالات: أجهزة الكمبيوتر العملاقة، والبنى التحتية السحابية، ونماذج لغة الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى المواهب.
ويتعلق المحور الثاني بتيسير تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاعين العام والخاص. وينبغي للقطاع العام أن يقود اعتماد الذكاء الاصطناعي لتحسين تقديم الخدمات للمواطنين ويكون بمثابة حافز للتغيير في القطاع الخاص. وتحقيقا لهذه الغاية، ستشجع الإدارة العامة للدولة، من خلال مختبر الابتكار، المشاريع التجريبية للذكاء الاصطناعي والحلول المبتكرة. كما سيتم تطوير نموذج مشترك لإدارة البيانات.
ولتشجيع تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع الخاص، أطلقت الحكومة بالفعل برنامج Kit Consulting ووسعت برنامج Kit Digital.
ويهدف المحور الثالث إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي الشفاف والمسؤول والإنساني، بهدف تحقيق توافق اجتماعي واسع حول استخدامات الذكاء الاصطناعي وحدوده وطريقة تفاعل المستخدمين مع التطورات في الذكاء الاصطناعي.
وتهدف إسبانيا، من خلال وكالة مراقبة الذكاء الاصطناعي الإسبانية، التي تأسست في غشت 2023، إلى قيادة استخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول والآمن والأخلاقي، وإنشاء إطار حكامة يضمن أعلى مستويات الشفافية والموثوقية.
ولضمان الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي باعتباره عنصرا أساسيا للثقة في التحول التكنولوجي للاقتصاد، طورت الحكومة الإسبانية قانونا للأمن السيبراني لتوفير إطار واضح وشامل لتطوير الأمن السيبراني الوطني من خلال تحسين حماية أنظمة المعلومات والشبكات والبيانات.
وتقترح السلطة التنفيذية الأيبيرية، أيضا، إجراءات لتشجيع الابتكار والتعاون واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني من خلال المعهد الوطني للأمن السيبراني.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الوكالة الإسبانية لمراقبة الذكاء الاصطناعي (AESIA)، الرائدة في أوروبا، ضرورية لتحديد الممارسات الجيدة في استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان تقييم النماذج التي تم تطويرها. وستضمن أيضا الامتثال لمعايير الذكاء الاصطناعي المنسقة المنصوص عليها في التشريعات الأوروبية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.