استمتع الجمهور الرباطي بتجربة موسيقية غامرة احتضنها، مساء أمس الخميس، المسرح الوطني محمد الخامس، حينما أحيى المغني الأمريكي غريغوري بورتر حفلا موسيقيا على إيقاعات الجاز كان لكل نغمة فيه صدى عاطفيا قويا، وذلك في إطار الدورة 19 لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم”.
وأسر المغني الأمريكي، الذي تألق بجاذبيته وحضوره القوي، أفئدة جمهوره منذ البداية بصوته البهي وتعبيراته العاطفية الغنية. وول د غريغوري بورتر، مصحوبا بأوركسترا موهوبة، تناغما مثاليا ومزج بين ألحان الجاز الخالدة وتوزيعات معاصرة مبهجة.
وقد أضاءت حركاته الرشيقة وحضوره البي ن كل ركن من أركان المسرح، مما أفسح المجال لتواصل أصيل وحميم مع عشاق الجاز والسول. وبفضل خبرته وذائقته الفنية، أضفى مغني الجاز عمقا لا ند له على هذا الأداء الموسيقي.
وكانت المعزوفات المنفردة على الآلات الموسيقية أخ اذة على نحو خاص. وأبان كل عضو من أعضاء الأوركسترا عن براعة وإتقان ملحوظين، مما ساعد على رسم لوحة غنية ودينامية تماهت مع الصوت الذي أثرى كل مقطوعة تم عزفها، بحيث أسندت الأوركسترا غريغوري بورتر على النحو الأمثل، مع تمكينه من لحظات ألق فردي.
كما تم أداء كل لحن ونغمة وهارمونيا في تناغم، وبدقة متناهية، مما عزز الوقع العاطفي والفني للأداء العام. ولعبت الأوركسترا دورا أساسيا في تأثيث تجربة موسيقية رائعة خلال هذا الحفل الموسيقي.
وغريغوري بورتر مغني وكاتب كلمات وملحن وممثل أمريكي، متأثر بموسيقى السول لمارفين غاي وموسيقى الجاز لنات كينغ كول. وأصدر في سنة 2010، ألبومه الأول “ووتر”، والذي حصل على تقييمات ممتازة من طرف النقاد.
وفي سنة 2013، أصدر المغني ألبومه الثالث بعنوان “روح سائلة” (Liquid Spirit)، الذي أكد نجاحه في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث ظفر الألبوم بجائزة غرامي لأفضل ألبوم صوتي لموسيقى الجاز.
كما أن غريغوري بورتر ممثل مسرحي. وتميز، على الخصوص، في أداء مسرحية موسيقية على ركح برودواي موسومة بـ “لاشيء سوى موسيقى البلوز”. “It Ain’t Nothin’ But the Blues”.
وتقام الدورة الـ 19 لمهرجان ” موازين – إيقاعات العالم” من 21 إلى 29 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق ويجمع أكبر نجوم العرب والعالم، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.
و م ع