نادي المسيرين يحتفل بالنسخة الثانية من يوم البيئة بطنجة

قبل 5 أشهر

نظم نادي المسيرين، اليوم السبت بطنجة، النسخة الثانية من يوم البيئة والتنمية المستدامة تحت شعار “جيل الإصلاح، الجيل الذي يستطيع صنع السلام مع الأرض”، بحضور نخبة من الباحثين والاستشاريين والخبراء الوطنيين والدوليين.

ويحتفل هذا الحدث الفريد، الذي ينظم تحت رعاية وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، باليوم العالمي للبيئة، ويساهم في الجهود الجماعية بالمغرب لوضع النموذج البيئي الذي تمليه التوجهات الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الالتزامات الدولية للمملكة.

كما تروم هذه التظاهرة، التي تتماشى واستراتيجية المغرب الجديدة للانتقال إلى اقتصاد أخضر ومستدام، أن تشكل مناسبة لتعزيز الجهود التي تبذلها الجماعات الترابية أو النسيج الصناعي بالجهة، في هذا القطاع الذي يشكل أحد أهم ركائز الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة.

وأكد رئيس نادي المسيرين، إدريس ظريف، في كلمة خلال حفل افتتاح الفعالية، أن هذا اللقاء العلمي، الموجه نحو استكشاف الحلول والتوصيات، يشكل منصة لتبادل الخبرات بين الفاعلين في القطاع، من في افق جعله موعدا أساسيا للمشاورات والتوصيات، من أجل بناء مستقبل مستدام ودامج.

وأشار إلى أن هذه الدورة، التي تعمل على توحيد كافة الفاعلين العاملين في مجال الاقتصاد الأزرق وإدارة المياه العذبة والتنوع البيولوجي والزراعة المستدامة، تهدف إلى تمكين المشاركين من الاطلاع على الجهود القطاعية التي تبذلها السلطات العمومية، وعلى تطور التكنولوجيات والممارسات الجيدة في هذه القطاعات، فضلا عن استشراف آفاق التنمية وخلق فرص العمل الخضراء، مؤكدا أن النادي يريد أن يجعل من هذا الحدث ثقافة لدى أعضائه وشركائه وفرصة لعقد اجتماع سنوي لتبادل الآراء والخبرات.

من جانبها، أكدت رئيسة نادي المسيرين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، كوثر بنيس، أن هذا اللقاء يشكل فرصة للتنويه بجهود المغرب والتزامه بمواجهة التحديات من خلال جعل التنمية المستدامة “خيارا استراتيجيا”، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن هذه الدورة تعزز الانتماء إلى أسرة “جيل الإصلاح” التي تريد المشاركة في استعادة النظم البيئية للإنسان والطبيعة والمناخ، والمساهمة في الجهد العالمي الذي انخرط فيه 193 بلدا موقعا على أجندة 2030، إلى جانب الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب في مجال التنمية المستدامة.

وبعد التأكيد على الدور الأساسي الذي تلعبه النظم البيئية البرية والبحرية في تنظيم المناخ والحماية من الظواهر الجوية المتطرفة، توقفت السيدة بينيس عند “الأزمة الثلاثية التي تجمع تغير المناخ بفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، والتي تتسارع بسبب الأنشطة البشرية غير المسؤولة”، مضيفة “نحن جميعا معنيون بهذه الأزمة وعلينا أن نتحرك معا، صناع القرار والشركات والمجتمع المدني وكل واحد منا”.

وتابعت أن هذا اليوم يشكل فرصة لرفع مستوى الوعي والتعهد بالتزامات جديدة لاستعادة وحماية النظم البيئية، وتعزيز رفاهية العديد من السكان الذين يعتمدون عليها في معيشتهم، وحماية أنفسنا كإنسانية، مضيفة “إذا أردنا كوكبا مستداما، يجب علينا أن نضع أهدافا طموحة للغاية، وقبل كل شيء، أن نعمل معا دون إضاعة الوقت”.

من جهته، أشار أمين الحارتي، ممثل المركز الجهوي للاستثمار بطنجة-تطوان-الحسيمة، إلى أن هذا الحدث يعكس روح الانتماء للأرض والاهتمام الكبير بقضية البيئة، مبرزا التطور الكبير الذي تشهده الجهة على كافة الأصعدة، خاصة في مجال البيئة والاستدامة، بفضل الرؤية الملكية السامية.

في هذا الصدد، أكد على المكانة التي تحتلها الجهة حاليا، حيث صارت مرجعا وطنيا في مجال الطاقات المتجددة، بفضل احتضانها 5 حقول للطاقة الريحية، ومزرعة جديدة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 30 ميغاواط، مشيرا إلى أنه تم إطلاق العديد من المشاريع الخضراء في الجهة في إطار تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة الجديدة التي تقودها المملكة.

أما المدير العام للمصالح بمجلس الجهة، ربيع الخمليشي، فقد أكد على الالتزام الثابت لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة لمواكبة الدينامية الوطنية لرفع تحدي الاستدامة، مسجلا أن التنمية المستدامة تعد أحد المحاور الرئيسية لبرنامج التنمية الجهوية (2022-2027).

وأشار السيد الخمليشي إلى أن المجلس الجهوي أنجز عدة مشاريع في مجال البيئة، تهدف بشكل خاص إلى دعم المجهود الوطني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحماية من الفيضانات، وتأهيل المطارح العمومية، مؤكدا على عزم الجهة على مواصلة دعم هذه الدينامية بشراكة مع المجتمع المدني.

ويتضمن برنامج هذا الحدث، الذي سيتوج بتوزيع جوائز مسابقة “المواهب التقنية” للشركات الناشئة المبتكرة في مجال التنمية المستدامة، عقد ثلاث جلسات نقاش حول “الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة الشاملة”، و”العمل من أجل المياه خدمة لمستقبلنا المشترك” و”الحفاظ وإصلاح التربة”.

وتشكل هذه الجلسات فرصة للمتحدثين لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالسيادة البحرية، وفرص الاقتصاد الأزرق لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وتحديات إصلاح المحيطات والبحار، وتطور بيئة الموانئ في مواجهة التنمية المستدامة، والاقتصاد الدائري باعتباره منعطفا ضروريا للأداء الاقتصادي المستدام، والذكاء الاصطناعي ومعالجة المياه العادمة، والأمن والسيادة الغذائية.

و م ع

آخر الأخبار