أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.
وقال السيد أزولاي، في معرض إشادته بمؤسسة التمويل الدولية وأطقم المركز الجهوي للاستثمار بمراكش-آسفي، الذين كانوا في صلب تنظيم هذه التظاهرة: “لأول مرة، يمكن للصويرة أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم”، داعيا الحضور إلى “استيعاب هذا الزخم غير المسبوق الذي تعيشه المدينة في ظل الإعلان اليوم عن استثمارات خاصة تبلغ حوالي 6 مليارات درهم، تم تأكيد معظمها وبعضها موضوع اتفاقيات موقعة دخلت المرحلة النهائية من عملية تنفيذها”.
وبعد ترحيبه بحضور وفد وزاري مهم وإبرازه مشاركة مسؤولي المؤسسات العمومية الرئيسية في هذا “المنتدى الاستثنائي”، والذين ستحدد تعبئتهم والتزامهم مدى تكريس وتوسيع الزخم الذي تشهده مدينة الصويرة، ذكر السيد أزولاي بأنه “منذ أكثر من 30 سنة، فاجأت الصويرة وأذهلت باختيارها تجذير نهضتها في عمق وغنى تراثها العريق، وضمن المكانة التي استطاعت بلادنا أن تمنحها لتراثها الثقافي والاجتماعي، وهو تراث يُقرأ ويفهم ويعاد تأويله بشكل يتعدى المقاربة الجمالية والعاطفية الحصرية”.
وأضاف أن “مدينة الصويرة كانت تضم، في بداية التسعينيات، أقل من عشرة فنادق. أما اليوم، فهنا أكثر من 500 فندق، معظمها من الرياضات والفنادق ذات الخدمات المميزة، مما يجعل مدينة الرياح وجهة تشهد دينامية مذهلة؛ وهي وجهة اختارت وضع عمق تنوعها في صلب نهضتها، بما يجسد ويعزز ريادة المغرب في مجتمع أمم أضعفته إغراءات فقدان الذاكرة، والأوهام القاتلة للانكفاء الهوياتي أو إنكار فن العيش المشترك في ظل احترام التاريخ والبعد الروحي”.
واعتبر السيد أزولاي أنه “لا ينبغي لمكتسبات اليوم والآفاق المثيرة للصويرة أن تصرف انتباهنا عن الحاجة الملحة لاستجابة متسقة ومسؤولة للتحديات القائمة والأهداف التي لم تتمكن الصويرة من بلوغها بعد”.
وتابع بالقول “أفكر على وجه الخصوص في الجامعة التي ما فتئت الصويرة تنتظرها وتتطلع إليها، رغم أن معدل النجاح هذا العام فيها بلغ 97,75 في المائة في امتحانات البكالوريا، ما يضعها في المرتبة الأولى للسنة الثالثة تواليا بجهة مراكش-آسفي. لكن، وكما في السنوات السابقة، يبدو أن آلاف الصويريين ممن حصلوا على البكالوريا سيضطرون إلى مغادرة مدينتهم لمتابعة دراساتهم العليا”.
وبنفس الدرجة من الاستعجالية والأولوية، تحدث السيد أزولاي بإسهاب عن الحلول التي يجب إيجادها لفك العزلة عن مدينة الصويرة؛ شبه الجزيرة الجذابة، التي تتطلب، من بين أمور أخرى، ألا تبقى الطرق السيارة على بعد 100 كلم منها، سواء من مراكش أو الدار البيضاء عبر الجديدة وآسفي.
وشدد على أن “هناك واقعا يرفض الصويريون التعاطي معه بالصمت أو الاستسلام”، مذكرا في السياق ذاته بـ “الحاجة الملحة إلى أخذ الصويرة بعين الاعتبار في مختلف السيناريوهات والدراسات الجارية المتعلقة باختيار مسار الربط المستقبلي بين مراكش وأكادير بالقطار فائق السرعة.
ومضى قائلا “انتظاراتنا مشروعة وليست خيرية، بل يمليها بموضوعية الواقع الاقتصادي والجغرافي والاجتماعي الذي تعيشه الصويرة في سنة 2024.
وخلص السيد أزولاي، وسط هتافات المئات من المشاركين في هذا الحدث، الذي من شأنه أن يرسم خارطة الطريق الجديدة للصويرة على المديين القصير والمتوسط، إلى القول: “لقد حان الوقت لتغيير البرمجية لوضع نظم وإجراءات من شأنها تعزيز وإدامة هذا الزخم الصويري والدينامية التي تقوم عليها، مع نيل احترام وفخر أكبر عدد ممكن منا”.
و م ع