المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حقق تراكما كميا ونوعيا مهما
أكد مشاركون ، خلال مائدة مستديرة انعقدت، اليوم الجمعة ، برحاب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، على أن هذه االمؤسسة حققت تراكما كميا ونوعيا مهما لفائدة صون الأمازيغية والعناية بها.
وأوضح المشاركون في هذه المائدة، التي نظمت حول موضوع “عشرينية مأسسة النهوض بالأمازيغية :مسار واستشرافات” بمناسبة تخليد الذكرى العشرين للخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، على أن المعهد حقق تراكما مهما للغاية سواء في إطار عمل المراكز التابعة له أو في إطار الشراكات مع المؤسسات الوطنية والجمعيات الفاعلة الأخرى في مجال النهوض بالأمازيغية.
وأبرزوا أن دستور 2011 شكل نقطة مهمة في مسار اللغة الأمازيغية التي أصبحت لغة رسمية في البلاد الى جانب اللغة العربية، مؤكدين أن الخطاب الملكي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ساهما بشكل كبير في إرساء دعائم الأمازيغية لغة وثقافة.
وفي هذا الاطار، أبرز عبد العزيز توري، خبير وعالم آثار، أن المعهد الملكي راكمت تجربة مهمة في مجال الاعتناء بالأمازيغية ، مذكرا بأن تصدير دستور المملكة لسنة 2011 أعطى مكانة هامة للأمازيغية من خلال التنصيص على أهمية صونها والحفاظ عليها .
ودعا ، في هذا الصدد، إلى تثمين التراث المغربي والحفاظ عليه في إطار الخصوصيات الجهوية، معتبرا أن التراث يمثل قواما للشعوب والحضارات وذاكرتها التي ينبغي إيلاءها اهتماما بالغا.
من جهته، ذكر الحسين آيت باحسين، فاعل جمعوي وباحث في الشأن الأمازيغي، بمجموعة من المنجزات والمكاسب التي تحققت في إطار النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية، منها على سبيل المثال اقتراح مشروعي” القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية” و “”القانون التنظيمي الخاص بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية” ، مضيفا أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أنجز خلال العقدين الأولين من الألفية الثالثة (2001-2021) أوراشا متعددة ومتنوعة.
وأوضح أن المعهد راكم خلال هذه العشرينية من مأسسة النهوض بالأمازيغية، أزيد من 480 إصدارا توزعت على مختلف حقول المعرفة وكذا مجالات المعارف –الأدائية كالمعلوميات والرقمنة .
من جانبه، أكد الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، علي بنطالب، أن عمل المعهد عرف تراكما كميا في العديد من المجالات كالعلوم الانسانية والمعرفة التاريخية والتعابير الأدبية .
واعتبر في هذا الصدد، أن المعهد أنجز عدة كتب مرجعية في المجال التاريخي ترتبط بأسماء الأماكن والتعريف بالبعد الأمازيغي في التاريخ المغربي وتدوين الوثائق التاريخية وكذا المخطوطات وتنظيم مجموعة من الندوات.
أما مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج اللغوية التابع للمعهد ، عبد السلام خلفي، فقد أكد أن المعهد قام بعمل مهم في مجال النهوض باللغة الأمازيغية حيث تم في هذا الاطار إنجاز مجموعة من الأعمال الأكاديمية التي أضحت تشكل قاعدة أساسية على مستوى إدراج هذه اللغة على الخصوص في المؤسسات التعليمية والجامعية والاعلامية وغيرها .
وتوقف خلفي عند ماهية الأنشطة والأعمال التي انكب عليها المعهد الملكي لتثمين حضور الثقافة الأمازيغية وكذا الانجازات التي تحققت في هذا المجال .
حضر هذه الندوة السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والحسين مجاهد، أمين المعهد وثلة من الأساتذة الباحثين بالمعهد والمهتمين بالشأن الأمازيغي.
يشار إلى أن برنامج الاحتفاء بالذكرى العشرين لخطاب أجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ،الذي يتواصل الى غاية 17 أكتوبر الجاري، يتضمن مجموعة من الأنشطة تهم على الخصوص توزيع جائزة الثقافة الأمازيغية برسم سنة 2020، والتي تشمل مختلف أجناس الثقافة الأمازيغية وأصنافها، إضافة الى تقديم كتاب “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مسار ومنجزات”.
يذكر أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، الذي أحدث بمقتضى ظهير شريف في 17 أكتوبر 2001، يهدف، بالخصوص، إلى صيانة الأمازيغية والنهوض بها وتطويرها في مختلف أشكالها.
المصدر :وكالة المغرب العربي للأنباء
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.