نزار بركة يؤكد على ضرورة التفكير في أساليب جديدة لتنمية وتدبير المياه

قبل شهرين

أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، الجمعة بمداغ بإقليم بركان، أن الاجهاد المائي الذي يعاني منه المغرب منذ سنوات بسبب التغيرات المناخية، يفرض ضرورة التفكير في أساليب جديدة لتنمية وتدبير هذا المورد الحيوي وترشيد استعماله.

وأبرز السيد بركة، في كلمة تلتها نيابة عنه مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، نرجس لعمارتي سفيان، خلال افتتاح الدورة الـ 12 من “القرية التضامنية”، المنظمة في إطار الملتقى العالمي الـ19 للتصوف (11 – 16 شتنبر)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الدور الحيوي الذي يضطلع به الماء في دعم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مضيفا أن هذه المادة الحيوية تعد من الركائز الأساسية لمواكبة الأوراش الكبرى تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأشار في هذا السياق، إلى أن مسؤولية تبني رؤية بعيدة المدى في التعامل مع الماء، تقع على عاتق الجميع، لضمان استدامة الموارد المائية والحفاظ على حقوق الأجيال الحالية والقادمة في هذا المورد الحيوي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تعزيز الوعي الجماعي بأهمية ترشيد استعماله وإدارته بحكامة وحكمة.

وذكر السيد بركة، بالسياسة المائية الاستباقية والمتجددة البعيدة المدى والمعتمدة على تعبئة الموارد المائية، والتي وضع أسسها اللازمة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وسار على نهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن هذه السياسة مكنت من توفر المملكة على رصيد مهم من المنشآت المائية المتمثلة في مئات السدود الكبرى والصغرى المنجزة والتي في طور الإنجاز، ومنشآت لتحويل المياه، وآلاف الآبار والأثقاب المائية، ومحطات لتحلية مياه البحر، وأيضا إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء.

وأكد على أنه بالرغم من هذه المنجزات، ونتيجة لتراكمات آثار تغير المناخ على الموارد المائية، وبالنظر إلى أهمية الماء في السياسات العمومية، فإن هذا القطاع يحظى بعناية خاصة من طرف جلالة الملك من خلال توجيهاته السامية التي شكلت نقطة تحول حاسمة في سياسة المياه الحالية في المغرب.

وقال إنه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تسهر القطاعات الحكومية المعنية بقطاع الماء، وبالتقائية في إعداد المشاريع المسطرة بطريقة تشاركية، على تسريع وتيرة إنجاز مشاريع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027، بغية تأمين التزويد بالماء على نطاق واسع خاصة من خلال تنويع مصادر التزود بهذه المادة الحيوية واستغلالها وتدبيرها بطريقة مندمجة.

وتطرق الوزير أيضا إلى المجهودات الأخرى المبذولة من أجل التأقلم مع مخلفات وآثار التغيرات المناخية التي لها وقع كبير على الموارد المائية، وأيضا إلى مراجعة وإغناء الصيغة النهائية لمشروع المخطط الوطني للماء، وتحيين الاستراتيجية الوطنية للماء، فضلا عن المصادقة على عشر مخططات توجيهية للتهيئة المندمجة للموارد المائية التي تم إنجازها من طرف وكالات الأحواض المائية.

وبالموازاة مع هذه المجهودات، يضيف السيد بركة، بات من الضروري، اليوم أكثر من أي وقت مضى، القضاء على كافة الممارسات السلبية في التعامل مع هذا المورد، وفقا للتوجيهات الملكية السامية.

وتهدف النسخة ال12 من القرية التضامنية، التي تنظمها إلى غاية 17 شتنبر الجاري، مؤسسة الملتقى والطريقة القاديرية البودشيشية، بشراكة مع الجمعية الفرنسية المغربية للأطر، ومجلس جهة الشرق، ووكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، تحت شعار “التدبير المعقلن للموارد الطبيعية بين المسؤولية الأخلاقية والابتكار التكنولوجي”، إلى تسليط الضوء على التحديات البيئية الملحة لتطوير استراتيجيات مستدامة مبتكرة لضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وتناقش هذه الدورة، التي تعرف، على الخصوص، مشاركة خبراء وفاعلين في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، ثلاثة محاور رئيسية متمثلة في رفع مستوى الوعي العام بضرورة الحفاظ على الموارد المائية، وتطوير استراتيجيات فعالة للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتشجيع الابتكار التكنولوجي في مجالات التنمية المستدامة.

و م ع

آخر الأخبار