20 شتنبر 2024

الدورة الـ79 للجمعية العامة الأممية.. قمة ونقاش رفيع المستوى لتجديد العمل متعدد الأطراف

Maroc24 | دولي |  
الدورة الـ79 للجمعية العامة الأممية.. قمة ونقاش رفيع المستوى لتجديد العمل متعدد الأطراف

في سياق عالمي يتسم بتعدد الأزمات، المتفاقمة نتيجة تصاعد الاستقطاب والسعي المحموم خلف المصالح الجيوسياسية، يتجدد النقاش بشأن أهمية المنظومة متعددة الأطراف التي تجسدها الأمم المتحدة، وذلك مع قرب انعقاد جمعيتها العامة بنيويورك.

فما بين التأخير الحاصل على مستوى تحقيق أهداف التنمية، والحروب الدائرة رحاها في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مرورا بالتأثير المتزايد لتغير المناخ والتطور الحتمي للذكاء الاصطناعي، تتعدد التحديات، مما يستدعي إصلاحا شاملا للعمل متعدد الأطراف الذي يظل، برأي الملاحظين، السبيل الوحيد من أجل توجيه دفة سفينة الإنسانية نحو بر الأمان.

يؤكد مقال تحليلي نشرته جامعة كولومبيا أن “السبيل الوحيد للاستجابة للأزمات المعاصرة التي تهددنا يكمن في إيجاد حلول متعددة الأطراف شاملة وتمثيلية وديمقراطية، تستند إلى التطلع لتحقيق التضامن الإنساني”.

وإدراكا للأهمية المحورية التي يكتسيها العمل متعدد الأطراف، تقر الدراسة بأن فعالية منظومة إدارة الشؤون الدولية تظل محدودة ومتجاوزة في رؤيتها، لاسيما بسبب الاستقطاب الواضح بين القوى العظمى والسعي “المحموم” نحو تحقيق المصالح الوطنية على حساب الازدهار المشترك.

في السياق ذاته، تعتبر مجلة الشؤون الخارجية (فورين بوليسي)، أن المؤسسات متعددة الأطراف أضحت تواجه ضغطا مستمرا من أجل التكيف والتغلب على تحديات القرن الـ21، لاسيما في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تسود العالم، وتفشي الصراعات، و”عدم القدرة” على تعبئة الجهود لفائدة خطة التنمية 2030.

واعتبرت المجلة أن هذه المؤسسات مطالبة بالإجابة عن السؤال المؤرق: كيف يمكنها تعزيز التعاون، ورأب ثغرات الحكامة العالمية، وإعادة تفعيل النظام الدولي المتآكل، ومن خلال أي منظور يمكننا استشراف ستقبل التعاون الدولي؟

هذه الأسئلة، من بين أخرى، ستكون مطروحة خلال مناقشات قمة المستقبل، المقرر عقدها يومي الأحد والاثنين بنيويورك، والنقاش رفيع المستوى للجمعية العامة الـ79 للأمم المتحدة الذي سينعقد انطلاقا من 24 شتنبر الجاري بمقر المنظمة الدولية.

وخلال هذه اللقاءات، سيلتئم قادة العالم من أجل التوصل إلى توافق دولي جديد، واتخاذ قرار مشترك بشأن كيفية تحقيق حاضر أفضل بشكل يكفل أيضا حماية المستقبل.

يقر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأن “التعاون العالمي الفعال يكتسي أهمية متزايدة لبقائنا على قيد الحياة، لكن تحقيقه صعب في أجواء تنعدم فيها الثقة وت ستخدم فيها هياكل عفا عليها الزمن لم تعد تعكس الواقع السياسي والاقتصادي للوقت الحاضر”.

وبرأيه، فإن هذه القمة تعد محطة أساسية “لترميم ما تآكل من الثقة وإثبات فعالية التعاون الدولي في تحقيق الأهداف المتفق عليها والتصدي للتهديدات واغتنام الفرص الناشئة”.

وأشار إلى أن هذا الحدث الهام يعد أيضا فرصة لإصلاح المؤسسات العالمية، ومن بينها مجلس الأمن، وكذا النظام المالي العالمي الذي تجسده مؤسسات “بريتون وودز”، بهدف إطلاق التفكير والاستجابة للواقع السياسي والاقتصادي الراهن والمستقبلي.

وبمناسبة انعقاد هذه القمة حول موضوع “حلول متعددة الأطراف من أجل مستقبل أفضل”، سيعتمد المشاركون في هذه القمة “ميثاق المستقبل”، الذي سيتضمن ملحقا يشمل “ميثاقا رقميا عالميا” و”إعلان الأجيال المستقبلية.

هذا الميثاق، الذي سيكون ثمرة مفاوضات مسبقة وموافقات خلال القمة، يجسد الالتزام الجماعي للبلدان المشاركة بالعمل الاستباقي والمنسق. ويمثل اعتماده، حسب الأمم المتحدة، مرحلة هامة نحو إرساء عالم ونظام دولي قادرين على مواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية.

وستتواصل مباحثات المشاركين في إطار المناقشة العامة السنوية للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي ستنعقد تحت شعار “الوحدة في التنوع، من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان”.

ومن المقرر، بمناسبة هذه المناقشة، عقد اجتماعات رفيعة المستوى تتناول أهداف التنمية المستدامة، والتهديدات “الوجودية” التي يفرضها ارتفاع مستوى سطح البحر، ومقاومة مضادات الميكروبات، واليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.