الصديقي: الصفقة الخضراء الأوروبية فرصة لمواصلة تحديث الفلاحة المغربية وتعزيز قدرتها التنافسية

قبل شهرين

أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة بأكادير، أن “الصفقة الخضراء” الأوروبية تشكل فرصة لمواصلة تحديث الفلاحة المغربية، وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية.

وأضاف في كلمة خلال افتتاح أشغال مؤتمر دولي منظم من قبل المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات “موروكو فوديكس” تحت شعار “الصفقة الخضراء وتحديات استدامة صادرات المغرب نحو الاتحاد الأوروبي”، أن هذه الصفقة تشكل نقطة تحول في العلاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مشددا على ضرورة التكييف والابتكار لمواجهة تحدي الصفقة الخضراء واستدامة الصادرات المغربية إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الصدد، ذكر الوزير بالتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يضع قضايا البيئة والتدبير المستدام للموارد المائية والاكتفاء الذاتي الغذائي في قلب الأولويات الوطنية.

من جانبها، أشارت المديرة العامة لفوديكس المغرب، غيثة الغرفي، إلى أن قطاع الصادرات الفلاحية الغذائية يحتل المرتبة الثانية بين الصادرات المغربية، مشيرة إلى أن السوق الأوروبية تظل الوجهة الرئيسية للمنتجات المغربية المشهود لها بجودتها العالية ومواصفاتها الخاصة.

وأضافت أنه في هذا السياق، ينظم هذا المؤتمر ليكون فضاء لتبادل وتقاسم الخبرات، بين الفاعلين المحليين والدوليين في مجال الإستدامة وتعزيز التعاون بينهم من أجل الإستجابة لتطلعات الأسواق الأوروبية.

من جهته، قال رئيس القسم التجاري ببعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط، بول هنري بريسيت، إن الصفقة الخضراء تمثل مجموعة من التدابير الرامية إلى توجيه دول الاتحاد الأوروبي والبحر الأبيض المتوسط نحو نموذج مستدام يحترم الموارد الطبيعية.

وأوضح أن هذه الإجراءات تهدف إلى جعل أوروبا أول قارة محايدة للكربون بحلول عام 2050، من خلال إحداث تحول عميق في أنماط الإنتاج والاستهلاك، لافتا إلى أنه من بين المتطلبات الجديدة للصفقة الخضراء، خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية و اعتماد ممارسات فلاحية أكثر استدامة.

من ناحيته، أكد لويس دياس بيريرا، خبير اقتصادي بمركز الاستثمار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن هذا اللقاء يندرج في إطار الحوار المستمر بين المغرب والاتحاد الأوروبي باعتبارهما شريكين اقتصاديين تاريخيين، مضيفا أن هذا المؤتمر يناقش عدة مواضيع من بينها تعزيز العلاقات التجارية في ضوء التحديات المرتبطة بالاستدامة والبيئة.

وحسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن هذا المؤتمر يعكس الالتزام بتنمية الصادرات المغربية الفلاحية والغذائية والبحرية.

ويندرج هذا اللقاء في إطار مهمة مواكبة وتحسيس المصدرين المغاربة العاملين في قطاعي الصناعات الغذائية والصيد البحري، من أجل فهم معمق وعمل منسق لجميع السلاسل الفلاحية والصيد البحري الوطنية لضمان ترسيخ مكانة العرض التصديري المغربي في سياق يتميز بتسريع الجدول الزمني للتنفيذ التنظيمي للصفقة الخضراء في أسواق الاتحاد الأوروبي.

كما شكل اللقاء فرصة لمناقشة الآثار المترتبة على الصفقة الخضراء ودراسة آثارها على تصدير المنتجات الفلاحية والغذائية والبحرية إلى الاتحاد الأوروبي، وكذا تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة لتلبية المتطلبات الجديدة للأسواق الأوروبية.

ولمناقشة هذا الموضوع، تم تنظيم عدة ورشات بمشاركة خبراء دوليين، حول مواضيع الانتقال إلى نظام فلاحي مستدام، دور الفواكه والخضر في مكافحة تغير المناخ والتحديات الجديدة للصفقة الخضراء فيما يتعلق بالصيد البحري وتربية الأحياء المائية.

وتطرقت ورشات العمل القطاعية إلى مواضيع محددة، مثل الاستعمال المستدام للمبيدات، وإزالة الكربون من الفواكه والخضر، وإعادة تقييم منتجات البحرعبر التحول الأزرق.

كما سلط المؤتمر، الضوء على الجهود التي بذلها المغرب لتعزيز استدامة قطاعي الفلاحة والصيد البحري في إطار استراتيجيتي الجيل الأخضر وآليوتيس.

و م ع

آخر الأخبار