استهلت قمة المستقبل، التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أشغالها اليوم الأحد في نيويورك، باعتماد ميثاق “تاريخي” بتوافق الأعضاء، يروم تمهيد الطريق أمام عمل متعدد الأطراف، “متجدد وأكثر فعالية”.
ويرسي هذا الميثاق، الذي يعد ثمرة مفاوضات بين الدول الأعضاء، أسس إصلاح النظام متعدد الأطراف، بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبموجب هذا الميثاق، تتفق الدول الأعضاء على الالتزام باتخاذ “إجراءات جريئة وطموحة وسريعة وعادلة وتحويلية” لتنفيذ خطة عام 2030، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حتى لا يتخلف أحد عن الركب.
كما تتعهد الدول بسد الفجوة التمويلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان النامية ومضاعفة الجهود لبناء وضمان استدامة مجتمعات تنعم بالسلام والشمولية والعدالة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات.
ويتضمن الميثاق ملحقا خاصا بالمحور الرقمي، يهدف إلى بلورة إطار عمل لتقليص الهوة الرقمية وأول اتفاق عالمي بشأن الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إعلان بشأن الأجيال القادمة، والذي سيُلزم القادة بأخذ المستقبل بعين الاعتبار عند اتخاذهم للقرارات.
وفي كلمة خلال افتتاح هذه القمة، المنعقدة على مدى يومين، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بتبني ميثاق المستقبل الذي يروم تسريع إنجاز أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس حول المناخ، وتحفيز الانتقال نحو اقتصاد عادل ومستدام.
وتعرف القمة، التي تنعقد حول موضوع “حلول متعددة الأطراف من أجل مستقبل أفضل”، مشاركة العديد من قادة الدول والحكومات وممثلي منظمات دولية والمجتمع المدني، وذلك في إطار الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق أشغالها يوم الثلاثاء.
وأكد غوتيريش أن هذه القمة تهدف إلى إنقاذ العمل متعدد الأطراف المتداعي، من خلال إصلاحات عميقة لجعل المؤسسات العالمية “أكثر شرعية وأكثر عدالة وأكثر فعالية، استنادا إلى قيم ميثاق الأمم المتحدة”، معتبرا أن القمة تشكل تشكل “مرحلة رئيسية” في بناء عمل متعدد الأطراف “أقوى وأكثر فعالية”.
وأوضح أنه دعا إلى عقد هذه القمة لأن تحديات القرن الـ21 تتطلب حلولا ملائمة وشبكات أطر شاملة تعتمد على خبرات البشرية جمعاء”.
من جانبه، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، إن الاتفاق من أجل المستقبل لا يمثل فقط التزاما بالاستجابة للأزمات الآنية، ولكن أيضا بإرساء أسس نظام عالمي مستدام وعادل وسلمي” لكافة الشعوب والأمم.
وأشار إلى أن الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق وملحقاته تجسد الإرادة الجماعية للدول الأعضاء، ويجب أن تعزز جهود النهوض السلام والأمن الدوليين، وتحفيز دينامية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز المجتمعات العادلة والشاملة، والحرص على أن تخدم التكنولوجيات مصلحة البشرية.
وأكد ضرورة المضي قدما عبر التحلي بروح التضامن والتعاون متعدد الأطراف، مسجلا أن قمة المستقبل تشكل نداء من أجل العمل.
واعتبر أن هذا العمل يجب أن “يعيدنا على مسار التزامنا باحترام مبادئ القانون الدولي، وأهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتعهد الوارد في ميثاق الأمم المتحدة بحماية الأجيال القادمة من معاناة الحرب”.
و م ع