في ظل استدعاء 16 من لاعبيه للمنتخبين الوطنيين لأقل من 15 و16 سنة، أضحى المركز الجهوي للتكوين في كرة القدم ببني ملال، بما لا يدع مجالا للشك، من بين المزودين الرئيسيين للاعبين الشباب للدفاع عن الألوان الوطنية في قادم الاستحقاقات الكروية.
وما فتئت هذه الجوهرة الجديدة في كرة القدم الوطنية تبهر الجميع. فبعد افتتاحه بفترة وجيزة، شرع المركز في إمداد المنتخبات الوطنية بلاعبين في الفئات السنية من مستوى عال، ليصبح مشتلا حقيقيا للمواهب الكروية الواعدة.
ويعمل المركز على إعداد جيل من اللاعبين الموهوبين من خلال تكوين رياضي متين مواز لتكوين أكاديمي يتوج بشهادة، فضلا عن كرة القدم، بما يضمن لهذه المواهب الشابة آفاقا أفضل ومستقبلا أكثر إشراقا.
ففي فئة أقل من 15 عاما، وقع الاختيار على 11 من لاعبيه لخوض التجمعات الإعدادية للمنتخب الوطني تحسبا للمسابقات المقبلة، بينما التحق 5 لاعبين آخرين بالنخبة الوطنية لأقل من 16 عاما.
وبلوغ هذه النتائج أصبح ممكنا بفضل فريق متماسك مكون من مدربين ومؤطرين رفيعي المستوى، يقودهم خبير متمرس في عالم كرة القدم، ألا وهو المؤطر والمدرب البلجيكي كريستوف ديسي الذي نجح، بخبرته الواسعة في إدارة أرقى مراكز التكوين الأوروبية، في جعل الانضباط والالتزام شعارا للمركز الجهوي من أجل مواكبة القفزة التي تعرفها كرة القدم الوطنية التي أثبتت نفسها على المستوى الدولي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح السيد ديسي أن هذا المركز الرفيع يستقبل الفئات أقل من 13 وحتى 16 عاما لدى الذكور وتحت 15 و16 سنة بالنسبة للإناث، منوها بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لما تقدمه من إمكانيات لتشجيع تطوير قدرات المواهب الكروية، لا سيما في ما يتعلق بالبنيات التحتية والمعدات الحديثة.
وأشار إلى أن جهود الطاقم التقني مكنت المركز الجهوي من تحقيق نتائج إيجابية على عدة مستويات، موضحا أنه يضم 102 لاعبا يتدربون ست مرات في الأسبوع برفقة 16 مؤطرا وتربويا يسهرون، يوميا، على تحسين مستوى هؤلاء الشباب لتمكينهم من الظروف التنافسية الفضلى.
وحسب الخبير البلجيكي، فإن المركز يسعى إلى البحث الدائم عن الأداء، سواء كان رياضيا أو تربويا أو إنسانيا، والمشاركة في تحسين كرة القدم الوطنية والجهوية من دون إهمال الجانب التربوي الذي يحتل مكانة مهمة في تكوين المواهب داخل المركز، مفيدا، في هذا السياق، بأن هذا الأخير أبرم شراكة مدرسية مع المؤسسات التعليمية (ابتدائية وإعدادية وثانوية) من أجل جدولة زمنية دراسية للمقيمين وتمكينهم من التوفيق بين الرياضة والدراسة بشكل أفضل.
وتم تمويل هذا المركز المخصص لتكوين المواهب الرفيعة في كرة القدم بالمنطقة، في إطار اتفاقية شراكة بين ولاية جهة بني ملال-خنيفرة ومجلس الجهة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وأقيم المركز الجهوي لكرة القدم ببني ملال على مساحة تفوق 7 هكتارات، منها 8300 متر مربع مبنية. وهو موزع على 7 أقطاب، اثنان منها يخصان الإيواء بسعة 127 سريرا، وقطب تربوي وآخر إداري، إضافة إلى قطب طبي-رياضي وآخر للإقامة.
كما يضم ملعبين كبيرين لكرة القدم، أحدهما بعشب طبيعي والآخر بعشب اصطناعي، فضلا عن ملعب ثالث للتداريب.
وتم تجهيز المركز بجميع المرافق والبنيات التحتية والمعدات تتوافق مع أعلى معايير الجودة المشهود بها في المراكز الكبرى للتكوين في جميع أنحاء العالم.
وتتم عملية إدماج اللاعبين بطريقة انتقائية دقيقة على اعتبار أن هذه البنية الرياضية أحدثت بهدف رفع مستوى كرة القدم على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، والنهوض بهذه اللعبة لجعلها ركيزة أساسية لتنمية الشباب.
يذكر أن للسيد ديسي مسار تقني داخل الجامعة الملكية البلجيكية لكرة القدم بين عامي 1997 و1999، حيث أشرف على تدريب عدة فئات من المنتخب الوطني البلجيكي، ضمنها فئات أقل من 14 و15 و16 سنة.
وبعد ذلك، التحق بنادي نانسي لورين كمدرب مساعد بين 1999 و2002 قبل أن يدير مراكز نانسي وستاندر دي لييج ورايك مونس.
كما شغل منصب مدرب رئيسي لفريق مونس، ثم مسؤل تقني بأكاديمية روبير لويس دريفوس سنة 2012، فمدير لمركز تكوين جانجان في 2016.
وفي سنة 2021، عين السيد ديسي مديرا رياضيا جديدا لمركز التكوين لسبورتينغ شارلروا، فمدربا لفريق أجاكسيو (فرنسا) لفئة أقل من 17 عاما. وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه ، مؤخرا ، مديرا للمركز الجهوي لكرة القدم ببني ملال.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.