لم تدخر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم وزان جهدا، وفق مقاربة شاملة، لجعل قطاع التربية والتعليم في صلب أولويات مشاريعها، لاسيما ما يتعلق بالدعم التربوي والنقل المدرسي، لتمكين أبناء القرى، كما المدن، من الولوج إلى تعليم ذي جودة.
وأطلقت المبادرة الوطنية بإقليم وزان، منذ أربع سنوات، برنامجا طموحا، في الوسطين الحضري والقروي، من أجل تمكين التلاميذ المستحقين الاستفادة من دروس الدعم التربوي لتجاوز التعثرات المسجلة في بعض المواد الدراسية الأساسية، لاسيما الرياضيات والفرنسية.
في هذا السياق، قال عبد الغني الشرع، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم وزان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إننا “نولي أهمية كبيرة للدعم التربوي للتلاميذ، والذي انطلق على مستوى العمالة قبل حوالي 4 سنوات”، موضحا أن هذا الدعم استهدف بالأساس تلاميذ الابتدائي.
وأضاف أن البداية كانت بفتح 18 فوجا خلال السنة الأولى من البرنامج، ثم 25 فوجا في السنة الموالية، قبل أن يرتفع العدد إلى 89 فوجا في المستوى السادس الابتدائي خلال السنة الثالثة، ويضم أساسا التلاميذ المتعثرين في مادتي الفرنسية والرياضيات، مشددا على تمويل هذه الخدمة التي تندرج في إطار النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة تطلب العام الماضي على سبيل المثال تمويلا بقيمة تفوق 2 مليون درهم.
وبعد أن شدد على أن الجهود منكبة على تعميم هذه الخدمة على جميع المؤسسات بصعيد تراب الإقليم، أشار إلى أنه تم تخصيص خلال الموسم الدراسي الحالي تمويل بقيمة 900 ألف درهم لتأطير حوالي 50 فوجا من التلاميذ المتعثرين في مادتي الرياضيات الفرنسية بالمستوى السادس، مشيرا إلى أنه تم الاقتصار على هذا المستوى لكونه سنة إشهادية.
بجماعة بني كلة، تحتضن مجموعة مدارس وادي الذهب إحدى الفصول الدراسية المخصصة للدعم التربوي لفائدة التلاميذ المتعثرين، والمجهزة بكافة العتاد البيداغوجي الضروري من أجل تقديم دروس دعم تساعد المستفيدين على استدراك التعلمات التي فاتتهم.
بوزراتهم البيضاء الناصعة، يتابع مجموعة من تلاميذ المستوى السادس ابتدائي دروس دعم وتقوية في مادة الرياضيات، تستعمل فيه الأستاذة المكلفة تجهيزات عرض حديثة (حواسيب، ومسلاط ضوئي) تساعد على تقريب المفاهيم الرياضية من إدراك المستفيدين.
في هذا السياق، أكد محمد حاجي، مفتش تربوي وعضو جمعية دار الضمانة للتأطير والتكوين والتنمية الذاتية، أن خدمة الدعم التربوي تشكل موضوع اتفاقية شراكة بين عمالة إقليم وزان، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتشرف الجمعية على تنزيل برنامج الدعم المدرسي الذي يهم المتعلمين المتعثرين خاصة في مادتي الفرنسية والرياضيات.
وأضاف المتحدث أن تنزيل هذا البرنامج، الذي وصل لسنته الرابعة، ينقسم على شقين، الأول يهم تأطير وتكوين وتتبع السادة الأستاذة ومنشطي ومنشطات الدعم المدرسي، بينما يهم الثاني الحياة المدرسية في المادتين المستهدفتين، عبر مجموعة من الأنشطة التحسيسية حول أهمية الدعم المدرسي، وأيضا التواصل مع آباء وأولياء التلاميذ.
جهود ما كانت إلا أن تعطي ثمارها خلال السنوات الماضية، إذ أكد المفتش التربوي أن النتائج المحققة خلال الثلاث سنوات الماضية كانت “جد متميزة” سواء على مستوى تأطير الأساتذة المعنيين أو نتائج التلاميذ المستفيدين التي كانت “جد إيجابية”، لاسيما في مستوى السادس الابتدائي، إذ احتل عدد منهم المراتب الأولى بمؤسساتهم ضمن مادتي الفرنسية والرياضيات، موضحا أن عدد المستفيدين خلال الموسم الحالي يصل إلى حوالي 800 تلميذ.
وسجل أن تراجع عدد المؤسسات المستفيدة من هذه الاتفاقية خلال الموسم الدراسي 2024 – 2025 مقارنة مع السنة الماضية يعزى إلى التكامل مع جهود المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية التي تشرف على تنزيل مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL)، والتي تستهدف أيضا التلاميذ المتعثرين دراسيا.
كما تشمل جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية محور النقل المدرسي الذي يساهم بشكل كبير ضمان تمدرس أطفال العالم القروي، لاسيما في إقليم مثل وزان، والذي يضم 16 جماعة ترابية قروية، تتميز بتضاريسها الجبلية وشساعة ترابها.
بالجماعة الترابية اسجن، عاينت وكالة المغرب العربي للأنباء استفادة ثلة من تلاميذ الثانوية الإعدادية والثانوية التأهيلية بالجماعة من خدمة النقل المدرسي للعودة إلى منازلهم بعد انتهاء ساعات الدروس الصباحية، وهي الخدمة التي تغطي كافة تراب الجماعة بما فيها التجمعات السكانية التي تبعد بأكثر من 20 كلم عن مركز الجماعة.
بهذا الخصوص، شددت كوثر الوكيلي، رئيسة مصلحة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم وزان، على أن المبادرة، ضمن برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة خلال المرحلة الثالثة، ساهمت في اقتناء 109 حافلة للنقل المدرسي لفائدة كافة الجماعات الترابية بإقليم وزان.
وأشارت إلى أن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رفقة باقي الشركاء، مكن من تحقيق الأهداف المسطرة، لاسيما ما يتعلق بمحاربة الهدر المدرسي في صفوف التلميذات القرويات، موضحة أن الجماعات المستهدفة تتوزع على 16 جماعة قروية وجماعة وزان الحضرية، والتي تم بها تأمين تنقل التلاميذ بحي تاكناوت إلى المؤسسات التعليمية بالمدينة.
و م ع