سلط فنانون وباحثون مسرحيون، خلال لقاء أدبي نظم الثلاثاء بفاس، الضوء على المسار المتميز للفنان المسرحي الراحل محمد الدوردي العلوي المدغري، الذي اشتغل في ميادين التمثيل والمسرح والتشكيل والنحت والتأليف والإخراج المسرحي.
وتناول اللقاء، الذي نظمته جمعية الجدار الرابع للمسرح والفنون الجميلة، بحضور أصدقاء الراحل وأفراد أسرته وعدد من الفنانين والمبدعين، إصدارين أدبيين للفنان المسرحي بعنوان “جنون البشر”، و “أوبيرا أميرة موكادور”.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الفنان المسرحي إبراهيم الدمناتي، أن هذين الإصدارين رأيا النور بفضل مجهودات شقيقي الراحل (عبد الله ومليكة)، اللذين عملا على جمع أوراق النصوص وإعدادها ثم طبعها، حتى تتاح الفرصة للباحثين في المسرح والمشتغلين فيه للاطلاع على هذين العملين المهمين.
وأشاد، في السياق ذاته، بالمواهب الفنية والإبداعية المتعددة للراحل الذي ألف وأخرج أعمالا مسرحية للصغار والكبار، وشارك في أعمال فنية مسرحية وسينمائية وطنية ودولية، وكان يحلم أيضا بإخراج مشروع معرض متنقل للذاكرة المسرحية.
وفي قراءة لمسرحية “جنون البشر”، أبرز الباحث المسرحي حميد دشيش، أن هذا المبدع كان عاشقا ومجنونا بالمسرح، وساهم في إغناء الخزانة المسرحية المغربية بأعمال إبداعية فريدة من نوعها، واشتغل إلى جانب مبدعين آخرين لتطوير التجارب المسرحية.
وأضاف أن هذا العمل المسرحي عبارة عن كوميديا اجتماعية في أربعة فصول، تدور أحداثها داخل مستشفى للأمراض العقلية، كما تعتمد على بعض القصائد الغنائية.
من جانبه، أبرز المؤلف والباحث المسرحي والفاعل الثقافي، عبد الفتاح أبطاني، خلال تقديمه قراءة في مسرحية “أوبيرا أميرة موكادور”، الطابع الإبداعي المميز لهذا العمل والذي “ليس من السهل على أي شخص إنجازه بمهارة وحرفية هذا المبدع”.
وأضاف أن المسرحية، التي تقع في 133 صفحة، عبارة عن رحلة يشارك في فصولها عدة شخوص مسرحية، حيث عمل الراحل على توظيف تقنية البناء الدرامي في جزء كبير من أحداثها المشوقة.
وشكل اللقاء مناسبة لتقديم شهادات في حق الفنان الراحل والإشادة بمساره المتميز، حيث كان أيضا متقنا للكتابة بالخط العربي ومهتما بجمع الصور وملصقات الأعمال المسرحية، فضلا عن اشتغاله إلى جانب عدة فرق مسرحية عديدة إلى أن أسس فرقته المسرحية “جمعية المسرح الساحر” سنة 1977.
و م ع