10 أكتوبر 2024

القمة الرقمية الإفريقية 2024: تسليط الضوء على التحول الرقمي لصناعة الإعلام

القمة الرقمية الإفريقية 2024: تسليط الضوء على التحول الرقمي لصناعة الإعلام

شكل التحول الرقمي لصناعة الإعلام محور جلسة نظمت، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، في إطار أشغال الدورة السادسة للقمة الرقمية الإفريقية.

وشكلت هذه الجلسة، التي نظمت تحت شعار “التحول الرقمي لصناعة الإعلام”، فرصة لمناقشة التغييرات العميقة التي أحدثتها الرقمنة في قطاع الإعلام، والتي أثرت على أنماط إنتاج وتوزيع واستهلاك المحتوى.

وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد الرئيس المدير العام لمجموعة “لوماتان”، محمد الهيثمي، على أهمية التحول الرقمي في تطوير قطاع الإعلام، مبرزا ضرورة اعتماد نموذج للصحافة التكنولوجية من أجل التكيف مع تطورات السياق الراهن.

وبعدما أشار إلى التطور السريع لوسائل الإعلام، قال السيد الهيثمي إن وصول التكنولوجيا الرقمية كان بمثابة “تحول حقيقي” غيّر نموذج أعمال القطاع بأكمله وأحدث تحولًا عميقًا في طريقة إنشاء المحتوى الإعلامي وتوزيعه واستهلاكه.

وأوضح أن التحول والتغيير الثقافي يمثلان تحديين رئيسيين أمام صحافيي المستقبل، الذين ينبغي عليهم الانسجام مع الآفاق والانتظارات الجديدة للقطاع استجابة للتطورات التكنولوجية.

وأضاف، من جهة أخرى، أنه بالرغم من الوعي الحقيقي لدى السلطات والرؤية العامة المعتمدة في المغرب، فإن العديد من المقاولات في المشهد الإعلامي المغربي لم تقم بعد بدمج الذكاء الاصطناعي في أعمالها، مشيرا إلى أن تأثير جائحة (كوفيد-19) ونقص المواهب والرأسمال البشري الملائم لمتطلبات المهن المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، يبرزان كعقبة رئيسية أمام عملية الرقمنة هاته.

وفي السياق ذاته، أكدت رئيسة مصلحة التسويق التلفزي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بيسان خيرات، على أهمية التحول الرقمي باعتباره “فرصة ورافعة حقيقية لنمو قطاع الإعلام”.

وقالت إن التكنولوجيا والابتكار يشكلان محركا أساسيا للتحول الرقمي، موضحة أن اعتماد الرقمنة ونماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة يتم على عدة مراحل، من بينها على الخصوص، الاستثمار في الجانب التقني ومراجعة البنية التحتية للموارد البشرية لتتماشى مع متطلبات مسلسل الرقمنة، علاوة على تغيير طرق البث والبنية التحتية للأجهزة بأكملها.

من جانبه، أكد جوليان روزانفالون، نائب الرئيس التنفيذي لـ Médiamétrie، أنه في مشهد إعلامي يتوسع باستمرار ويتميز بحركة تقارب تكنولوجي قوية للغاية، أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم مرتبطا بشكل وثيق بمعايير الجمهور، معتبرا أن الرقمنة يمكن أن تشكل أداة لتحسين أنظمة القياس داخل المقاولات.

وفي معرض دعوته إلى تطوير الشروط اللازمة لتوجيه الأنظمة نحو نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي، أشار السيد روزانفالون كذلك إلى أهمية إرساء مؤشرات جديدة والاعتماد على أساليب أكثر حداثة وتقنية وتقدما لقياس الانتشار والأداء العام للمقاولات العاملة في قطاع الإعلام.

بدورها، سلطت هيلين زمور، مديرة الرقمنة والابتكار في قناة TV5 Monde، الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في التحول الذي تشهده منصات القناة، مستشهدة في هذا الصدد بمنصة “TV5 Monde” التي تم إطلاقها منذ بضع سنوات للترويج للفرنكفونية والتعريف ببرامج الشركاء الفرنكفونيين لقناة TV5 Monde لدى الثقافات الأخرى.

وأضافت أن التحول الرقمي اضطلع بدور محوري في نجاح هذه المنصة التي تقدم أكثر من 7.000 ساعة من البرامج العامة الفرنكفونية، بالإضافة إلى مسلسلات وأفلام وأفلام وثائقية، متوفرة في كل مكان حول العالم تقريبا.

وأضافت “لقد سمح لنا الذكاء الاصطناعي، من خلال هذه المنصة، بتوطين المحتوى الخاص بنا للوصول إلى جمهور أوسع مع مراعاة الأبعاد اللغوية والثقافية. بدون هذه التطورات التكنولوجية، لم يكن هذا المشروع الهيكلي قادراً على بلوغ مثل هذه الآفاق الواسعة”.

وتهدف القمة الرقمية الإفريقية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى جمع الفاعلين في القطاع الرقمي عبر القارة، مع استكشاف الفرص والتحديات التي يطرحها التكيف مع الذكاء الاصطناعي.

ومنذ إطلاقها في عام 2014، أضحت هذه القمة الرقمية الافريقية تشكل آلية لمناقشة التحول الرقمي في إفريقيا، لاسيما مع مشاركة خبراء يسعون لوضع استراتيجيات الرقمنة المستقبلية للقارة.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.